أثبتت الجمعيات الشبابية فشلها وعدم قدرتها على التعاطي مع قضايا الشباب، فها هي هذه المرة أكدت عدم اهتمامها بقضية مصيرية لمستقبل الشباب البحريني. إذ نجد أن مواقفها من الاستراتيجية الوطنية للشباب كانت متباينة، فبعض التنظيمات الشبابية تحفظت على المشروع بحجة أنه لا يحقق طموحها، والبعض الآخر ابتعد عن المشروع بسبب (سيطرة بعض الجمعيات على مشروع الاستراتيجية). وقلة قليلة من الجمعيات الشبابية كررت مواقفها الإيجابية من الاستراتيجية ولكنها تعاملت معها بسلبية ولم تحرص على إشراك أعضائها فيها.
والآن مع قرب انتهاء هذا المشروع الوطني الكبير، كشفت بعض (القيادات الشبابية) القناع وبدأت تلعب دوراً لا يليق بمكانتها في الوسط الشبابي، ولا يليق حتى بمكانة تنظيمها الشبابي. فتوجيه الاتهامات للقائمين على مشروع الاستراتيجية، والتقليل من أهميته يكشف عن حال من عدم الوعي بأهمية هذا المشروع، وعن اهتمام بعض (القيادات) بتحقيق مصالحها الشخصية على حساب المصالح الشبابية العامة.
مشروع الاستراتيجية حقق الكثير، ومازال أمامه الكثير لينجزه لشباب البحرين بعد سنين طويلة من الحرمان وعدم الرعاية وقلة الاهتمام. وإذا بدأت هذه (القيادات) في العمل الآن ضد هذا المشروع فإنها ستحاول تفويت فرصة تاريخية لشباب الوطن. وعلى الجمعيات الشبابية الأخرى الانتباه لخطورة هذه القضية، لأنها ستكون سابقة في تاريخ العمل الشبابي. وستكون الصورة في المستقبل كلما جاء مشروع شبابي طموح من الدولة أو من أية مؤسسة أخرى يخدم الشباب بدأ البعض في العمل من أجل إفشال المشروع لأنه لا يخدم مصلحته الشخصية. ولا اعتقد أن هذا ما تتطلع إليه الجمعيات الشبابية الشريفة
العدد 780 - الأحد 24 أكتوبر 2004م الموافق 10 رمضان 1425هـ