حددت مصادر دبلوماسية اعلامية تحليلاتها الى ما أكده وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في حديثه لهيئة الاذاعة البريطانية الثلثاء (18 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري) ان بلاده ستتجاوب مع الطلب الأميركي القاضي بنشر قوات بريطانية قرب بغداد على الارجح، الا اذا عارضت القيادة العسكرية البريطانية ذلك. وقالت مصادر اعلامية متوافقة بين عمان ولندن ان سترو قال من الممكن ان نقول لا رداً على الطلب الأميركي بنشر قوات بريطانية في مناطق خطرة نسبيا.
وقال سترو اذا كانت اعادة الانتشار هذه مبررة من الناحية العملية فيجب ان تتم كما ان بلاده ستخيب ظن حليف اذا ردت سلبا، في حين اعطى القادة البريطانيون رأيا واضحا مؤيدا لهذه المساهمة.
وتابع سترو قوله إن وزير الدفاع جيف هون اعلن الاثنين اننا نتوجه بصورة طبيعية نحو رد ايجابي لكن كل شيء يتوقف على رأي الجنود المنتشرين على الأرض، وهو رأي سيتم الحصول عليه خلال هذا الاسبوع.
ولم يكشف كل من وزير الخارجية ووزير الدفاع الذي اعلن عن الطلب الأميركي رسميا يوم الاثنين امام مجلس العموم اين سيتم نشر الجنود البريطانيين مكتفين بالقول انهم لن يتمركزوا لا في بغداد ولا في الفلوجة.
وقد تناولت الصحف البريطانية موضوع الطلب الأميركي، إذ افردت صحيفة «الجارديان» موضوعا رئيسيا للصعوبات التي يواجهها وزير الدفاع هون بهذا الصدد.
وتقول الصحيفة إن هون واجه اخطر معارضة من جانب كبار اعضاء حزبه ممن لا يمتلكون حقائب وزارية، منذ الحرب على العراق عندما اعلن ان بريطانيا ستكون مقصرة في الوفاء بالتزاماتها تجاه احد حلفائها ان هي لم تلب طلبا من الولايات المتحدة بارسال قوات الى المناطق التي تسيطر عليها القوات الأميركية جنوبي بغداد.
وتنقل الجارديان عن مصادر في وزارة الدفاع البريطانية لم تسمها بقولها ان الوزراء وافقوا في واقع الامر على الطلب الأميركي كقرار سياسي على رغم تأكيد وزير الدفاع هون على الطبيعة العسكرية للطلب الأميركي.
وتشير الصحيفة الى رد هون على الشكوك القوية من جانب كبار اعضاء الحزب، إذ اكد ان نشر القوات البريطانية لا علاقة له بمنح تأييد للرئيس الأميركي جورج بوش قبيل انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة والتي ستجرى في غضون ثلاثة اسابيع، وان الهدف من هذا الانتشار هو تعزيز الامن في العراق قبيل الانتخابات المقرر اجراؤها هناك في يناير/ كانون الثاني المقبل.
وقالت صحيفة «الديلي تلغراف» إن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير على استعداد لاعطاء الضوء الاخضر لنشر القوات البريطانية جنوبي بغداد بهدف افساح المجال للقوات الأميركية كي تشن هجوما شاملا على معاقل الارهاب، على حد وصف الصحيفة، في مدينة الفلوجة.
وتشير الصحيفة الى النداءات القوية التي وجهها نواب حزب العمال الى جيف هون من أجل إعادة النظر في هذا القرار وذلك بعد ظهور مؤشرات على ان الحكومة لم تحظ بعد بتأييد عدد كبير من اعضاء حزبها من اجل نشر القوات البريطانية في مناطق خطيرة من العراق تخضع لسيطرة القوات الأميركية.
اما صحيفة «التايمز» فقد نشرت تقريرا قالت فيه ان نشر القوات البريطانية جنوبي بغداد سيسمح للقوات الأميركية بالتفرغ الى مدينة الفلوجة التي وصفتها بأنها المدينة الاعنف والاخطر في العراق وانها العاصمة الفعلية للتمرد الذي تشهده البلاد.
يذكر أن وزير الدفاع بحكومة الظل البريطانية، نيكولاس سوميس، كان قد حذر من ان عملية الانتشار هذه قد تخلف قوة واسعة في قدرة القوات في القطاع الجنوبي الشرقي الذي تتمركز فيه القوات البريطانية، كما انها ستمثل عملية تغيير جذرية في طبيعة عمليات القوات البريطانية في العراق. وتساءل سوميس: كيف سنسد هذه الفجوة في القدرات مع الوضع في الاعتبار ان الوضع الامني في العراق قد يتدهور في الفترة القادمة قبل اجراء الانتخابات العراقية.
كما حذر زعيم حزب الديمقراطيين الاحرار تشارلز كيندي، من المزيد من التورط في المستنقع العراقي، واوضح كيندي ان ادارة بوش تبحث مع اقتراب الانتخابات الأميركية عن انفراجة في الازمة التي تمر بها حملتها العسكرية في العراق، كما انها تحاول ان تحول قواتها لمناطق اخرى كما يتطلب الوضع
العدد 780 - الأحد 24 أكتوبر 2004م الموافق 10 رمضان 1425هـ