منذ فترة طويلة لم أشاهد في أي دوري عربي مباراة بمستوى مباراة أمس الأول في الدوري القطري بين الريان والعربي والتي فاز فيها الريان بخمسة أهداف مقابل هدفين للعربي.

هذا المستوى الراقي الذي أكمله الحضور الجماهيري المميز وروعة الملعب إضافة إلى النجوم العالميين والنكهة البحرينية بوجود ثلاثة لاعبين بحرينيين وتوجت بالإخراج التلفزيوني الراقي. كل هذه العناصر أنتجت مباراة أستطيع أن أطلق عليها أنها مباراة غريبة على الدوري العربي الذي اشتهر بضعف المستوى وضعف الإقبال الجماهيري وغياب النجوم الحقيقيين والإخراج التلفزيوني التعيس والملاعب التي ترجع في تصميمها وأرضيتها إلى بدايات القرن العشرين. هذا إضافة إلى الخشونة المتعمدة وكثرة الاحتجاج على قرارات الحكم ويتعدى ذلك إلى الشغب الجماهيري والاشتباك بالأيدي.

ما شهدناه في مباراة العربي والريان يعطينا الأمل في إمكان تطور الكرة العربية ومنافستها لنظيرتها العالمية من خلال توفير عناصر النجاح التي وفرت للدوري القطري فأصبح أفضل الدوريات العربية واستطاع استقطاب النجوم العالميين الذين كنا لا نراهم إلا في المناسبات المتباعدة عندما تزور منتخباتهم البلدان العربية لجمع الأموال والسياحة، وليس لممارسة كرة القدم الحقيقية وإنما للعب بعض المباريات الاستعراضية.

في قطر بدأ المسئولون هناك في صناعة كرة قدم حقيقية مشابهة لما هو موجود في أوروبا ومستفيدين من التجربة اليابانية في هذا المجال والتي صنعت أحد أقوى دوري آسيوي في غضون سنوات معدودة، واستطاعت نقل اليابان من صفوف الدول المتخلفة إلى المركز الأول آسيويا ووصلت إلى المركز الـ 22 عالميا. ربما نمتلك الطموح ذاته لعمل الشيء نفسه ولكن يبقى واقعنا الرياضي المحلي انعكاساً لما تعانيه أنديتنا من شح الموارد، حتى ان بعضها مازال لا يمتلك ملعباً مزروعاً للعب عليه، ومنها بطل كأس الملك الموسم الماضي نادي الشباب الذي يتدرب على ملعب رملي وهو مرشح لتمثيل البحرين خارجياً