يبدو أن مستقبل السلام في الشرق الأوسط مرهون دائما بالانتخابات الرئاسية الأميركية ومن سيكون رئيس الولايات المتحدة الشهر المقبل. فإذا ما فاز الرئيس الجمهوري الحالي جورج بوش فمن المؤكد أن مستقبل السلام سيكون غير واعد وكئيبا للغاية. فعلى رغم أن بوش هو الرئيس الأميركي الوحيد الذي وعد العرب بإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع الدولة العبرية فإن السلام في عهده شهد أسوأ مراحله.
فخطة السلام المسماة «خريطة الطريق» لم ترَ النور فحسب، ولكنها في الأساس لم تجد من يرسمها على الورق ناهيك عن تنفيذها على أرض الواقع. وتحيز بوش أكثر من أي رئيس أميركي إلى اليهود، بل ذهب أبعد من ذلك بأن وعد الإسرائيليين بمحو حقوق أساسية في عملية التسوية للصراع ألا وهي حق العودة للاجئين الفلسطينيين وقضية القدس المحتلة.
واتخذ بوش موقفا سالبا للغاية تمثل في استبعاد الرئيس الفلسطيني المنتخب ياسر عرفات كشريك للسلام وهو الرجل الذي وقع اتفاق أوسلو، وواجه في ذلك صعوبات شتى. فإذا كانت إدارة بوش و«إسرائيل» تستبعد عرفات فمن سيوقع لها بنود سلام فيها استسلام أكثر من تلك التي كانت في السابق؟ أما إذا فاز المرشح الديمقراطي جون كيري فعلى رغم أنه لا يختلف كثيرا عن بوش في مناصرته لـ «إسرائيل» فإن وجوهاً من فريق الرئيس السابق بيل كلينتون ستأتي إلى الواجهة وهو أمر إلى حد ما جيد، ولكن سيحتاج الديمقراطيون إلى وقت أطول قبل أن يرسموا «خريطة طريق» أخرى وهذا فيه تأخير كثير على الفلسطينيين الذين دمرت دولتهم واقتصادهم ولم يتبق لهم سوى الصبر والأنقاض.
وعموما يبدو طريق السلام في ظل أجندة المرشحين الأميركيين غير ممهد وتعتريه كثير من العقبات وفي مقدمتها انعدام الحياد لدى الوسيط الأميركي والموقف من رغبة الفلسطينيين في اختيار رئيسهم الشريك الأساسي في العملية برمتها
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 780 - الأحد 24 أكتوبر 2004م الموافق 10 رمضان 1425هـ