العدد 779 - السبت 23 أكتوبر 2004م الموافق 09 رمضان 1425هـ

مشاهدون ومشاهدات: كفى إهانة للمشاهد العربي... وتشويهاً لواقعنا الخليجي

مناشدة للفضائيات

الوسط - محرر الشئون الفنية 

23 أكتوبر 2004

مسلسلات خليجية ومصرية لا حصر لها ولا عد، برامج ومقابلات لا تستضيف سوى نجوم الفن السابع ونجماته، برامج مسابقات تبدو كقصص ما قبل النوم، استعراض عضلات وتنافس غير شريف تماماً بين فضائياتنا العربية التي يزداد عددها يوماً بعد يوم، والتي تستعر حرب البرامج الرمضانية بينها في كل عام.

وسط كل تلك الزوبعة الفضائية البرامجية... يبدو المشاهد العربي، أو الصائم العربي، في حيرة من أمره، فالجميع يتنافسون لتبديد وقته بحجة المتعة والتسلية وما أحوج الصائم لهما!!، والجمهور منقسم على نفسه بين مؤيد ومعارض، بين كاره مشمئز وبين مقبل على هذه البرامج سعيد بكثرتها ومستواها فنياً كان أم فكرياً.

«الوسط» تحاول من خلال استعراضها الآتي لبعض آراء قرائها القاء الضوء على بعض ردود الفعل تجاه هذا الجنون الفضائي، فما رأي المشاهد العربي في ما تقدمه فضائياتنا؟

ترى «أم حسين - مدرسة» ان بعض المسلسلات التي تعرضها الفضائيات في شهر رمضان تجلب الاكتئاب ولا تطرح قضايا واقعية، وخصوصاً المسلسل البحريني اليتيم «هدوء وعواصف»!! الذي أتابعه بدافع وطني لا غير فهذا العمل وعلى رغم التطور الواضح فيما يتعلق بمستوى الأعمال الدرامية المحلية فإنه غير واقعي بشكل كبير وفيه الكثير من المبالغة، بل اني اعتقد ان العاملين فيه يرون ان الاختبار الحقيقي للممثل هو قدرته على ذرف الدموع وعلى أداء المشاهد الدرامية الحزينة».

وعن البرامج التي تتابعها، تضيف ام حسين «إضافة إلى المسلسل البحريني، أتابع مسلسل (الطريق الى كابول) وهو في رأيي أفضل ما يقدم على شاشة رمضان لهذا العام فهو مسلسل راقٍ وهادف ويقدم الكثير من المعلومات، هذا عدا عن البرامج الدينية التي تبثها قناة (المنار) كبرامج الفتاوى وتلك التي تقدم الأدعية والأذكار».

أما أسوأ ما شاهدته أم حسين من برامج فهو برنامج الطهي الذي تقدمه الفضائية البحرينية، إذ تقول «هذا البرنامج دون المستوى، فهو يقدم وصفات قديمة ومكررة، كما أنها لا تشد المشاهد على الإطلاق».

برامج دينية... قليلة ومغلوطة

موظف العلاقات العامة أحمد المحاري، يرى ان هناك نقصاً في المسلسلات والبرامج الدينية، التي إن وجدت فانها تحوي الكثير من المغالطات، ويضيف «لكن هناك الكثير من البرامج والأعمال الدرامية الجيدة، وبالنسبة إليّ فأنا أفضل الأعمال الاجتماعية عموماً، وأتابع عدداً من المسلسلات الخليجية والسورية في هذا العام».

وعلى عكس أم حسين، يثني المحاري على المسلسل البحريني، ويعتبره ممثلاً للواقع البحريني بشكل كبير، لكنه يعترض على بعض المبالغات التي يحويها المسلسل في نقل صورة مجتمعنا البحريني.

صور سطحية ومغلوطة عن الواقع

بتول الموسوي (سكرتيرة تنفيذية) ترى أن المسلسلات الرمضانية معظمها تافهة، وتشن الموسوي هجوماً على المسلسلات الخليجية عموماً، والمسلسل البحريني خصوصاً، إذ تقول: «هذا المسلسل يعرض صورة مشوهة للمجتمع البحريني، إذ إنه يقدم أفراد المجتمع جميعهم وكأنهم يعيشون أجواء رومانسية، يجعلهم جميعاً يعيشون حالات حب مع بعضهم بعضاً، وكأننا في البحرين لا هموم لدينا سوى الحب (...) نعم يعرض هذا المسلسل بعض همومنا وقضايانا كالبطالة والتسول، لكنه في الوقت ذاته يركز على القضايا العاطفية».

وتضيف الموسوي «أفضل عمل خليجي هو المسلسل الكويتي (دنيا القوي) وان كان لا يخلو من مبالغات، إذ يعرض صورة المرأة الخليجية وهي في كامل زينتها وماكياجها، مرتدية أحدث الملابس التي تتماشى مع الموضة على الدوام، وحتى في منزلها وفي أوقات راحتها، وهذا الأمر يعطي صورة مغلوطة عن مجتمعاتنا لدى الآخرين (...) هذه المغالطات تشوه واقعنا».

أما البرامج الرمضانية الأخرى، فترى الموسوي أنها تبالغ في إهانة المشاهد العربي حين تركز على استضافة الفنانين والفنانات فقط، مهملة كل قطاعات المجتمع الأخرى، تقول الموسوي: «جميع اللقاءات لا تتم إلا مع هؤلاء الفنانين، بل حتى برامج المسابقات لا تستضيف سواهم، وكأننا في الوطن العربي لا نملك شخصيات فذة يمكن استضافتها والقاء الضوء على جوانب من حياتها» وتسأل الموسوي: «ألا يوجد من يستحق ان يستضاف ويشاد به سوى هؤلاء الذين يحمل بعضهم كماً هائلاً من التفاهة والسطحية».

الشيخ حمزة هو الأفضل

مصمم الصفحات حسين الغانم، يرى أن البرامج جيدة بشكل عام. وهو معجب بشكل كبير بالبرنامج الديني الذي تقدمه قناة «MBC» عصر كل يوم «رحلة مع الشيخ حمزة يوسف الى أميركا»، أما فيما يتعلق بالمسلسلات والأعمال الدرامية فيقول الغانم: «أفضل المسلسلات الخليجية، والكويتية منها خصوصاً، على رغم وجود بعض المبالغات في هذه المسلسلات في تقديمها لشخصيات المثليين في الكويت، ثم اننا لا نرغب في أن يشاهد ابناؤنا هذا السلوك».

قضايا مكررة... ووجوه متشابهة

أما الطالبة بجامعة ويست مينستر، جنان بدر التي تزور البحرين لقضاء الاجازة مع عائلتها، فتقول: «لم أعد قادرة على التمييز بين المسلسلات الخليجية، فجميعها تحمل الوجوه نفسها وتناقش القضايا ذاتها، وتمتلئ بالبكائيات ومشاهد العنف (...) لا أنكر ان هذه المسلسلات تناقش قضايا اجتماعية واقعية لكني لا أتابع منها إلا القليل، وأخص بالذكر منها مسلسل «التغريبة الفلسطينية» الذي يقدم الكثير من الحقائق التاريخية والسياسية».

وتشتكي بدر من قلة البرامج الدينية في هذا الشهر الفضيل، وتقول إن المشاهد لا يشعر بأجواء الشهر الفضيل في هذه الفضائيات.

برامج مستهلكة... ودون المستوى

أما محمد العرادي (موظف العلاقات العامة) فيرى أن البرامج الرمضانية لا ترقى الى مستوى المشاهد، ويضيف «أكثر المسلسلات المعروضة تناقش قضايا اجتماعية مستهلكة، فالمصرية منها تركز على القضايا العاطفية وشئون المحبين، في حين تركز الخليجية منها على القصص التاريخية، أو على اجترار المآسي والأحزان، وحين تكون هناك رغبة في مناقشة أية قضايا مجتمعية، لا تبدو في الأفق قضايا أخرى سوى قضايا المخدرات وانحراف الشباب».

وعن الأعمال التي يتابعها، يضيف العرادي «أتابع المسلسل البحريني لتزامن وقت عرضه مع موعد إفطاري، أما أفضل ما هو معروض فهو مسلسل (الطريق الى كابول) الذي يوفر لمشاهديه معلومات قيمة».

برامج دينية... وأفلام أجنبية

طارق طلعت - موظف - يرى أن غالبية البرامج الرمضانية «سطحية، وتافهة، ما عدا البرامج الدينية، أما المسلسلات فبسبب كثرتها يجد المشاهد نفسه في حيرة لاختيار ما يتابع منها (...) ويتابع «لم يشدني أي مسلسل منها، واكتفي بالبرامج الدينية والأفلام الأجنبية التي تقدم دائماً أفكاراً غير مكررة أو معتادة».

يقال إنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، ونقول لولا اختلاف أذواق المشاهدين لكسدت سوق البرامج الفضائية، لكن يبدو أن المشاهدين اليوم - وهم الحكم الأول والأخير - أجمعوا على أن «لا لتفاهة الفضائيات، ولا لسطحية عروضها»

العدد 779 - السبت 23 أكتوبر 2004م الموافق 09 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً