اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، ويحتمل أن تحدد أصوات مئات قليلة من الناخبين في بعض الولايات هذه المرة أيضاً الفائز، سواء كان المرشح الجمهوري جورج بوش أو الديمقراطي جون كيري. تماماً كما حدث في الانتخابات السابقة، إذ فاز بوش على منافسه الديمقراطي آل غور بفارق أصوات قليلة من ولاية فلوريدا. في الوقت نفسه، ينادي المرشح المستقل رالف نادر بتحدي نظام الحزبين وإعطاء دفعة للرعاية الصحية بالجامعات والحقوق المدنية وحقوق العاملين، فضلاً عن وضع حد للحرب على العراق. غير أن ظهور نادر أدى إلى انقسام في أصوات التقدميين إذ يخشى البعض من أن يكون التصويت لنادر بمثابة منح الفوز لبوش مرة أخرى. يعد نادر أحد عوامل الصراع في ولايات نيو ميكسيكو ومينسوتا وويسكونسون وفلوريدا إذ حصل المرشح المستقل على ما بين 1 إلى 2 في المئة من أصوات الناخبين في كل ولاية. ويذكر أن عدد المصوتين لنادر في هذه الانتخابات يمثل نصف من صوتوا له في الانتخابات السابقة قبل 4 سنوات. ويرجع ذلك إلى إعطاء كثير من مؤيدي نادر أصواتهم لكيري بسبب معارضتهم الشديدة لبوش. كما أن التقدميين يعتقدون أنهم سيحصلون على فرصة أفضل في ظل إدارة يقودها كيري لتوسيع نطاق الرعاية الصحية وتغيير السياسة الخارجية الهشة. لكن تصميم نادر على سبر غور السباق إلى البيت الأبيض وتأكيد وجود الحزب الثالث في ساحة الصراع السياسي الأميركي لها مخاطرها، إذ يمكن أن تشتت أصوات الناخبين وتميل الكفة إلى طرف غير محبب لمؤيدي نادر وعليه يبدو أن حزب الخضر أدرك المسألة هذه المرة وقرر الوقوف من دون أن يعلن ذلك صراحة لصالح كيري