منذ حل مركز حقوق الإنسان، وإغلاق نادي العروبة إدارياً والذي أعيد فتحه يوم أمس، وبعد ذلك اعتقال عبدالهادي الخواجة وسلسلة من التحولات تجري في البلد، إذ تم اللعب أولا بورقة الطائفية بوضوح، حتى أن شيخاً برلمانياً وصف فئة من الشعب بالثعابين والعقارب، وتم عبر تسريب خبر واحد في صحيفة محلية تأجيل الحوار بشأن التعديلات الدستورية بين وزارة العمل والشئون الاجتماعية وبين التحالف الرباعي إلى أجل غير مسمى، بينما وصفت صحيفة محلية أخرى أمس الأول دراسة ماكينزي لإصلاح سوق العمل، والتي هي في الحقيقة مشروع ولي العهد وتحظى بدعم الملك، بأنها «معول الهدم المنتظر».

لا يخفى على المتأمل كيف تتحرك الخيوط، وكيف أن المعارضة كانت تصر على أن أولوية الإصلاح سياسية، في حين كان طرف آخر يقول إن الأولوية اقتصادية، وفجأة نرى أنه لا حوار سياسياً على الأرض حتى وإن كانت به علات وعلات، وأن مشروع الإصلاح الاقتصادي أصبح معول هدم، وأن الشركات البحرينية مهددة بالإقفال في حال تم تطبيق مشروع ولي العهد، هل هي محاولة انقلاب سياسية؟ أعتقد أن الأمر ليس كذلك فالمسألة بسيطة جدا، ففي لعبة كرة القدم نرى دائما أن أي فريق يتقدم على منافسه في المباراة بهدف واحد أو هدفين، دائما ما يلجأ إلى إضاعة الوقت حتى تنتهي المباراة لصالحه، وهذا عينه ما يحدث فالمحافظون في هذا البلد متفوقون بعشرة أهداف لصفر، وإن إماتة اللعبة السياسية حتى الجمود هو لصالحهم، حتى وإن أصبح جميع الناس يعرفون بأن عامين من وجود المجلس الوطني أنتجت صفرا من القوانين المقترحة من جانب المجلس، العراقيل والحجج والنكت السمجة لن تتوقف، فما يراد لنا هو أن نظل محبطين يملأنا الضجر، ونترك اللعب ونخرج منهزمين