أكد وزير الإعلام نبيل الحمر أن أعمال الصيانة والتطوير التي تجرى حالياً في موقع قلعة البحرين تسير وفقا للمعايير والمتطلبات الدولية في هذا المجال، مثنياً على ما آل إليه حال القلعة بعد اقتراب الأعمال الجارية فيها من الانتهاء قبل موعد الاحتفالية التي ستقام في القلعة برعاية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتاريخ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني بمناسبة مرور خمسين عاماً على اكتشاف القلعة الأثرية وإعادة ترميمها.
جاء ذلك على هامش الجولة التفقدية التي قام بها الوزير الحمر ظهر أمس للاطلاع على آخر المجريات في القلعة، الذي أكد ما يشكله الموقع من أهمية كبيرة ومكانة عالمية في خريطة الآثار الدولية، آملاً أن تكون المراحل التطويرية خطوة إلى اعتراف «اليونيسكو» بتسجيل القلعة ضمن قائمة التراث العالمي.
ومن جهته أكد القائم بأعمال مدير إدارة الآثار والتراث خالد السندي انتهاء أعمال الترميم والصيانة في الحصن الإسلامي في موقع القلعة من خلال إعادة احجار بنائها لوضعها الطبيعي وصيانتها ودعم جدرانها، مشيرا إلى أن أعمال انشاء الممشى الذي يطوق القلعة والذي يصل طوله إلى نحو 80 متراً شارفت على الانتهاء، مبينا ان الزائر بامكانه من خلال سيره في خط الممشى أن يرى جميع معالم القلعة من الخارج إضافة إلى مجهودات الترميم والصيانة التي أجريت لها، مشيراً إلى أن الممشى يتفرع إلى الحصن الإسلامي الذي يعود في عهده إلى القرن الثالث عشر الميلادي، إضافة إلى تفرعه إلى جهة جدران المدينة الدلمونية الثانية التي يقدر عمرها ألفي سنة قبل الميلاد.
وأشار في حديثه إلى تهيئة وتجهيز الساحل الشمالي الذي تطل عليه القلعة من خلال توفير أماكن للاستراحة لزوار الموقع وخصوصاً في الفترات الصباحية، ويكون بذلك موقعاً سياحياً مخصصاً لأن يكون قبالة البحر ومن خلفه المواقع الأثرية.
ولفت إلى أنه يتم في الوقت الحالي أيضا العمل على بناء البوابة الرئيسية للموقع والتي تقع في الجهة الجنوبية منه، مؤكداً أنه تمت مراعاة أن يكون شكل البوابة ذا نمط تاريخي وأن يكون تصميمها مستوحى من الحصون والقلاع القديمة لكي يتماشى مع روح الموقع الأثري.
وأضاف: «زودت القلعة أيضا بعدد من اللوحات الإرشادية التي تعين السائح على التعرف على المسارات داخل القلعة وخارجها»، ووفقا للسندي فقد تم وضع نحو عشرين لوحة معلوماتية تتحدث بالتفصيل من خلال الصور والرسومات والخرائط عن معلومات تاريخية تتعلق بالعناصر المختلفة في موقع القلعة والفترات التاريخية المختلفة التي مرت بها.
وأكد السندي أيضاً أنه تم القيام بأعمال الترميم في جدار المدينة الدلمونية الثانية، إضافة إلى ترميم البئر الرئيسية والغرف والبوابة الرئيسية للقلعة التي كانت بمثابة المدخل الرئيسي للمدينة الدلمونية في القلعة ومدخل الميناء التجاري الذي كان يستقبل السفن التجارية القادمة من بلاد ما بين النهرين وبلاد السند والمحملة بالبضائع التجارية.
أما بشأن العرشان المصنوعة من «البرستج» والموجودة في أحد مواقع القلعة، فأوضح السندي بأنها سيتم استخدامها خلال الأيام الثلاثة لاحتفالية نوفمبر المقبل من خلال استضافتها لعدد من الحرفيين التقليديين الذين سيعرضون خلالها حرفهم التقليدية وصناعاتهم التي اشتهرت بها قرى المحافظة الشمالية، كالنسيج و«الفرتة» وأعمال سعف النخيل، منوها إلى انه سيتم إلى جانب ذلك تجهيز إحدى الغرف لتكون غرفة نموذجية للآثاري الذي عمل منذ عهد البعثة الدنماركية الأولى التي اتخذت من القلعة معسكرا لها، مشيرا إلى أن المعسكر بني من سعف النخيل وانه تمت بعد الترميم محاولات من القائمين على عملية الترميم للقلعة لإعادة جزء من المعسكر الأصلي القديم وتأثيث إحدى غرفه للاطلاع على أعمال الآثاريين في ذلك الوقت.
وكان وكيل وزارة الإعلام محمود المحمود أكد أن الاحتفالية ستتضمن إقامة عدة فعاليات مصاحبة لها تستمر على مدى ثلاثة أيام من بينها رسم جداريات بالقرب من الموقع الأثري ومشاركة عدد من الحرفيين إضافة إلى مشاركة فرق شعبية موسيقية وفرقة الأمن العام، مؤكداً إنشاء مركز إعلامي في الأرض الخاصة بالقلعة، منوهاً إلى وجود برنامج شامل للاحتفال سيتم الإعلان عنه لاحقاً
العدد 779 - السبت 23 أكتوبر 2004م الموافق 09 رمضان 1425هـ