ربما البعض لا يكترث كثيراً لحال الشاب والشابة في هذا البلد إلا عندما يتطلب الأمر تسخير جهودهم واستنزاف طاقاتهم في أمور هي في واقع الأمر لعبة من لعب الكبار.
ليس هذا فحسب بل ان الحديث عن وضع الجمعيات الشبابية في البحرين وكيف هي تلك المحاولات المميتة لتعزيز مكانتها داخل مجتمعها عبر عدم إعطائها مقار دائمة تمارس فيها أنشطتها المختلفة هو حديث مهمل ولا يلقى أي اهتمام نوعي.
فهناك للاسف عراقيل «قمعية» تمارَس بحق الشباب الذي لايزال يبحث عن متنفس ومناخ صحي يبرز ويعرّف المجتمع بأفكاره وطاقاته لا أفكار غيره.
غير ان جهة رسمية تظن انها «حامي حمى الشباب» تبرر أو لا تبرر أسبابها إزاء ذلك، ولكنها في الوقت نفسه نجدها تنتقي بعناية شباباً يطوَّع بحسب أهوائها في كل مشروع شبابي يدعم مادياً من جهات أجنبية، بل وتنمي روحاً شبابية مريضة النفس تمقت شباباً مثلها من تجمعات أخرى، ان صح لنا قول ذلك.
قد تكون هذه الجهة الرسمية قد أثبتت قدرتها على دعم الأنشطة البعيدة عن النَفَس الثقافي والسياسي والاجتماعي كالرياضة مثلاً، ولكنها فشلت في خلق مظلة شبابية تعبر عن شتى صنوف الواقع الذي يعيشه ويعبر عن توجهاته وتعدديته الثقافية.
حتى ان مسميات المشروعات التي تتبناها هذه الجهة تتغير وتحمل أهدافاً مختلفة، مع ان دولاً عربية كالأردن مثلاً يطبق ما دعت إليه الجهات الأجنبية الداعمة لمثل هذه المشروعات اي بحقيقة مسمياتها وأهدافها، بينما في البحرين فإن هذه الجهة أعطت لنفسها مبررات غير مقنعة حتى عرفته ببرلمان الشباب مع ان الحقيقة تقول إنه برلمان الأطفال ولا يمثل الفئة العمرية للشباب التي تبدأ من الثامنة عشرة ولا تنتهي منه فما قبل ذلك يشمل الطفولة والمراهقة!
ان عدم اعطاء متنفس حقيقي للشباب قد يؤدي مع مرور الزمن إلى قتل حال الإبداع، وصب الطاقات الشبابية في أمور لا تجني أي نفع على مجتمعها بل تصبح عرضة للاستغلال والتطرف...
كل ما نرجوه ان تكون هناك مصارحة واضحة بين الاطراف... فتعليق أو إهمال طلبات الجمعيات الشبابية عدا جمعية واحدة تحظى بمقر وتلقى الدعم من جهات عدة لن يحقق التوازن الحقيقي لهذه الشريحة التي هي جزء لا يتجزأ من مجتمعنا وأيضاً من عملية الإصلاح ... هذا ان كنا جادين فعلاً
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 778 - الجمعة 22 أكتوبر 2004م الموافق 08 رمضان 1425هـ