العدد 778 - الجمعة 22 أكتوبر 2004م الموافق 08 رمضان 1425هـ

الحركة الطلابية الأميركية تنال حقوقها بعد نضال طويل

الناشط الأميركي السابق غاري ويفر للطلبة العرب:

حكى الناشط الطلابي السابق والاكاديمي غاري ويفر، قصة الحركة الطلابية الأميركية، ورحلتها «المُضنية»، ونضالها منذ العشرينات لنيل الحقوق، ودورها في محاربة التمييز العرقي بين السود والبيض، وأثر الطلاب على السياسة الأميركية سابقا، وتأثيرهم «المحدود» حاليا. وذلك في اجتماع بين ويفر ووفد طلابي عربي زار الولايات المتحدة الاميركية أخيرا، لمشاركته في برنامج «الطلبة القياديين» الذي تنظمه وزارة الخارجية الاميركية بشكل دوري.

وقال ويفر «بدأت بوادر الحركة الطلابية في العشرينات والثلاثينات إذ دعموا الحركات العمالية، وحق العمال في التنظيم والتظاهر والاضراب وطلب رواتب عادلة، هذا على صعيد العمال، أما على صعيد الطلبة فقد ثاروا على صلاحياتهم في الجامعة، وطُرد بعض الاساتذة لدعمهم الطلاب، وقالوا حينها «لا يجب على السياسيين أن يقرروا ما يحصل في الجامعة، والأساتذة لابد أن يحصلوا على الحرية».

وبدا ويفر مستاء من مرحلة الخمسينات مبينا، ان «الاميركيين ينظرون لها كمرحلة رائعة، لكنها لم تكن بالنسبة لي كذلك، إذ تخللتها حرب باردة مع الاتحاد السوفياتي وساخنة مع كوريا، ناهيك عن وضعنا الاقتصادي المتدهور».

وأضاف «في الخمسينات كان لدينا تمييز في الولايات المتحدة، في المدرسة وفي كل حي وفي المطعم، فللسود أماكنهم الخاصة، وللبيض أيضا، ففي أحد المرات عُذب وقُتل احد السود من ولاية شيكاغو لأنه تكلم مع إمرة بيضاء»... «وكل ذلك ولم يحتج الطلبة بشكل جدي في هذه الفترة، حتى وصف أحد علماء الاجتماع فترة الخمسينات «باللاجيل»... إنه جيل صامت، لم يفعلوا أي شيء لتغيير المجتمع، وكانوا يكتبون الشعر ويؤمنون بأنه ستقع حرب ذرية وان الولايات المتحدة الاميركية في مأزق، وعدد كبير من الاميركان، بنوا خنادق وغرفا وضعوا فيها الطعام، لأنهم آمنوا بوقوع حرب نووية بينهم وبين الاتحاد السوفياتي».

وعرج على فترة الستينات عندما انتخب كنيدي رئيسا للولايات المتحدة، وهو أول رئيس كاثوليكي لافتا انه قد «طلب من الطلاب تغيير مجتمعهم، وقال كلمته المشهورة: لا تسأل ماذا يستطيع وطنك أن يُقدم لك، بل ماذا تستطيع أن تُقدم لوطنك؟»... «وفي العام 1963 و1965 كان هناك الكثير من المسيرات الطلابية للمطالبة بالحقوق المدنية والكثير عذبوا وقتلوا في هذه التظاهرة ضد العبودية والتمييز».

وذكر انه «في العام 1965 تطورت حركة السود المناهضة للعنصرية، وفي احدى التظاهرات رفع أسود قبضته قائلا: black power / القوة السوداء، لم يكن احد يعلم ما تعنيه هاتين الكلمتين، وظن البعض ان هناك تنظيماً يحمل هذا الاسم، وعمت الولايات المتحدة حال استنفار من هذا التنظيم (غير الموجود)، وقد صور بعض الصحافيين هذه المظاهرة على انها تمييز عنصري ضد البيض»... «وكان السود يُطالبون بالدخول الى الجامعات، وكانوا يرددون: لا نستطيع أن نصبح بيضاً وان نغير الوان جلودنا... اوقفوا العنصرية، في هذه الفترة ذهب الكثير من الطلبة البيض الى الشمال ودخلوا الى الحرم الجامعي وأخذوا يطالبون بالديمقراطية في الحرم الجامعي، وكانوا يطالبون بدور في حكومة الجامعة، كما طالبوا بوقف التمييز العرقي داخل الجامعة».

واستطرد «وفي العام 1968 ثار الطلبة على حرب فيتنام، حتى كادت ان تشتعل حرب أهلية في الولايات المتحدة، وكان لهم دور كبير في وقف الحرب، وفي السبعينات تظاهر الطلاب مطالبين بحق الاقتراع، وفعلا انخفض العمر المفترض للاقتراع من 21 عاما إلى 18 عاما».

ووصف طلبة الثمانينات «بالانانيين»، إذ لم يبدُ عليهم اهتمام بتغيير مجتمعهم، ولكن قبل أربع أو ثلاث أعوام لوحظ اهتمام الطلاب بشئونهم الداخلية في الجامعة، وسيطرة الهموم الخدمية عليهم

العدد 778 - الجمعة 22 أكتوبر 2004م الموافق 08 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً