العدد 777 - الخميس 21 أكتوبر 2004م الموافق 07 رمضان 1425هـ

علينا بالأساسات ... ماليزيا مثلاً

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

منذ سنوات ليست بالقليلة، بدأت الأنظار تتجه باحترام وتقدير للنموذج الماليزي في الاستثمار والتخطيط وبناء الدولة، حتى أصبحت ماليزيا - دون مبالغة - نموذجاً آسيوياً للدولة الناجحة بكل المقاييس، نموذجاً تحتذيه دول كثيرة.

المشروع الذي خطط له رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد ما يصطلح على تسميته في ماليزيا بمشروع 2020 ، كان حجر الأساس الذي تغيرت على إثره أولويات الحكومة الماليزية. إذ نظّر فيه محمد لبناء ماليزيا جديدة وحديثة بحلول العام 2020.

نجحت ماليزيا بشكل كبير في تحقيق عدد كبير من الأهداف على أصعدة متباينة، غير أن مشروع محمد نفسه لاقى كثيراً من الاعتراضات الداخلية من سياسيين ومنظرين ماليزيين وجدوا أن ماليزيا لم تكن مهيئة بعد لمشروع حضاري كهذا. وكان من الأولى - بحسب رأيهم - لو ركز المشروع على إرساء قواعد وأساسات عامة على صعيد المجتمع قبل إحداث طفرة نوعية كالتي حدثت وبدأت ماليزيا تجني آثارها في الوقت الحالي.

ولعلنا لسنا في معرض تأييد تلك الأفكار أونقدها، أو تأييد مشروع مهاتير أو نقده، بقدر سعينا للتفكير في الاستفادة من تجارب الآخرين لبناء مجتمعنا. فقبل أن نتعجل وضع خطط اقتصادية وحضارية كبرى، علينا ألا نغفل أساسات يحتاجها المجتمع بل ويفتقدها.

ولعل من الآمثلة التي يمكن الاستدلال عليها في هذا المجال الوضع التعليمي الذي تغير من بعد هذا المشروع من الألف إلى الياء. لقد كان من أبرز ما عززه محمد في مشروعه الحضاري سعيه لتعزيز الثقافة واللغة الماليزية وما يتبعها من تغيير ضروري في أنظمة التعليم . تحويله هذا كان يركز أساساً على تغيير نظام تعليمي كامل تعود وتربى على ثقافة أجنبية استمرت لعقود من الزمان. وفي المقابل عليه آن يعتاد نظاماً جديداًيعتمد في الأساس على لغة وثقافة محلية لم يتعود عليها الناس في نظامهم التعليمي. هذه الهوة بين ما هو سائد فعلاً وبين ما يتم السعي لتطبيقه خلقت نوعا من الرفض لدى الكثيرين الذين وجدوا المجتمع غير مهيأ بعد طفرة مفاجئة كهذه. بعد أن اعتادوا النظام التعليمي الأجنبي. ،وفوق ذلك كله لم تكن هناك إمكانات بعد لتطبيق مشروع العودة إلى اللغة والثقافة الماليزية في ظل عدم توافر حتى المراجع التي يمكن اللجوء إليها في نظام تعليمي كهذا. ناهيك عن عامل أكثر أهمية وهو طبيعة المجتمع العرقية. إذ يشكل الصينيون والهنود نسباً كبيرة في المجتمع الماليزي. ومع هذا المشروع شعر كثير منهم بالتهميش وعدم الرضا في مجتمع أقاموه جنبا لجنب مع جيرانهم من الماليزيين الأصليين. ومازالت هذه إحدى الموضوعات المهمة التي ينتقدها الماليزيون في مشروع محمد

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 777 - الخميس 21 أكتوبر 2004م الموافق 07 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً