مع الارتفاع الجنوني لأسعار النفط في الأسواق العالمية في مسيرتها التصاعدية تأتي الولايات المتحدة الأميركية في طليعة الضحايا، وإن كانت بعض الخسائر الأميركية غير مباشرة وبعضها الآخر سيظهر على المديين المتوسط والبعيد إلا أنها من دون شك تعد من أكبر الخاسرين من أزمة الأسعار التي سجلت أرقاما تجاوزت ما حققته تاريخيا.
وبرزت أولى تجليات الخسائر الأميركية أمس (الثلثاء) عندما تراجع الدولار نصف نقطة مئوية إلى أدنى مستوياته أمام الين فاقدا مكاسبه المبكرة. فيما رأى المستثمرون أن هبوط أسعار النفط سيفيد اليابان أكثر مما يفيد الولايات المتحدة. وجاء هذا التراجع بعد صعود الدولار ثم صموده لنحو سبعة أشهر.
وتزامن هبوط أسعار النفط أكثر من دولارين من مستوياتها القياسية التي تجاوزت 55 دولارا للبرميل مع خفض مصرفا «مورجان استانلي» و«جيه بي مورجان» في وول ستريت تقديراتهما للنمو العالمي في العام 2005 وارجعا ذلك إلى ارتفاع نفقات الوقود.
ومرة أخرى أضر ارتفاع أسعار النفط بالعملة الأميركية في مقابل العملات الأوروبية، ذلك لأن الولايات المتحدة تستورد وتستهلك نفطا أكثر من أية دولة في العالم وهي الدولة التي تحتل المرتبة الأولى في قائمة مستوردي النفط في العالم.
وتأتي اليابان في المرتبة التالية للولايات المتحدة من حيث الأضرار الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط إذ لحق ضرر مماثل بسبب أسعار النفط بالعملة اليابانية لان اليابان تستورد كل احتياجاتها النفطية من الخارج.
وثمة دول أقل أضرارا من الارتفاع الجنوني لأسعار النفط مثل الهند وبعض شقيقاتها الآسيويات إضافة إلى الكثير من دول أوروبا الغربية غير أن أكبر الخاسرين كانت أميركا
العدد 775 - الثلثاء 19 أكتوبر 2004م الموافق 05 رمضان 1425هـ