العدد 774 - الإثنين 18 أكتوبر 2004م الموافق 04 رمضان 1425هـ

نلومهم واللوم علينا!

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

«الشباب عماد المستقبل»... «نحن نبني ونعمر لنضمن للجيل القادم مستقبلاً باهراً مشرقاً»... «النهوض بالشباب ضمان لرفعة الوطن»... شعارات باتت ترفع في معظم المحافل الثقافية وتنادي بها جميع الدول التي تسعى إلى تبوء مكانة مرموقة بين الدول المتقدمة لتزيح عن نفسها ستار التخلف وتبعية النامي من الدول.

وعلى الجانب الآخر، وبنظرة خاطفة إلى تلك الدول، وإن كنا نعد أنفسنا مثالاً حياً للحال، ماذا سنجد؟ هل حققت هذه الدول ما تصبو إليه من أهداف وخصوصاً فيما يتعلق بالشباب؟ وإن كانت حققت بعضها كيف وصلت إلى ذلك، وهل اكتفت بما بلغته ونست بقية أهدافها؟ أم أنها مازالت تجاهد وتكابد العناء فأمامها زرع ألف حاجز وحاجز؟

لو بادرنا إلى كشف أحوال شبابنا في مختلف المجالات ترى هل سنلمس ونرى منهم ما يعطينا الإشارة إلى أننا فعلاً سلكنا الطريق السليم في استقطابهم والمحافظة عليهم والأخذ بأيديهم نحو ما يمكن أن يصنع منهم رجال المستقبل الواعد الذي سيزدهر بإنجازاته الوطن؟

نبحث عن شباب البحرين، إذ صعب علينا تمييزهم من غيرهم في هذا الزمان... فالأشكال تشابهت، هذا إن لم نشأ القول إنها تطابقت حتى عدمنا القدرة في أحيان كثيرة على التمييز بين الذكور منهم والإناث... شبابنا الذي منح وسام «شباب المجمعات» بالدرجة الأولى، إذ رأى فيها (المجمعات) ملاذا ومأوى ومنتدى وملهى و... و.

نراهم بهذه الحال فنلومهم ونشتمهم ونعتب على آبائهم لتقصيرهم في مراقبة أبنائهم أو حتى تربيتهم تربية صالحة سليمة... ولكن، هل وجهنا إلى أنفسنا السؤال الآتي: ما الذي دفع هؤلاء الشباب إلى سلوك درب المجمعات والتبرؤ من جلدهم البحريني في صورة أشبه بفيلم أميركي يمكنك مشاهدته مشاهدة حية بزيارة واحدة لتلك المجمعات؟

أتساءل: لو نحن منعنا هؤلاء الشباب من التردد على تلك المجمعات أين سيذهبون وكيف سيقضون أوقات فراغهم؟! قرى كثيرة تشكو مقار لنواديها الرياضية... وإن وجدت كتبت على لافتاتها «الرياضي الثقافي» وإن بحثت في برامجها لن تجد إلا دورة لكرة القدم يتيمة وندوة لا يحضرها إلا أعضاء النادي الذين ربما لا يمتون للشباب بصلة!... تبحث لهم عن مكان يسمو بعقولهم وأرواحهم وأجسادهم فلا تجد شيئاً يحقق لك ما تصبو إليه... ومن سعفه الحظ منهم بالالتحاق بأحد الأعمال الذي رأى أنه سيحقق من خلاله ذاته فأحبه وأراد أن يرتقي به بإضافة بعض النكهات الشبابية من طاقاته ومهاراته التي لا حدود لها... عند ذلك هل سيجد الفرصة؟ في الغالب لا، فمعظم الأعمال مسيطرة عليها عقول متحجرة ترفض التجديد وربما تخاف على منصبها من أن ينتزع منها ممن هو «للحين ما طلع من البيضة»!

إن كنا نعد هؤلاء الشباب عجينة طرية نستطيع تشكيلها كما نريد ألا يجب أن نضع على أنفسنا اللوم كله إن ضاع هذا الشباب هدراً من دون أن نستفيد ولو بجزء بسيط، مما يحوي في جعبته؟... أرانا لا نعدم الشباب الذي سترقى بهممه ديارنا ولكنا قيدناه بقيود من حديد كبلناه بها بأنفسنا، وفرضنا على عقولنا الحصار كي لا تصل إلى عقول هؤلاء الشباب فتفهم ما يبغون وتشاركهم الأفكار وتزودهم بالخبرات، فحصرناهم في بوتقة المجمعات والأفلام الأميركية وبقينا نبكي على اللبن المسكوب ناسين أو متناسين المتسبب في سكبه فبرأنا أنفسنا وحكمنا على «الزهور» بالذبول

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 774 - الإثنين 18 أكتوبر 2004م الموافق 04 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً