الموجات المتدفقة من المهاجرين عبر شمال إفريقيا إلى أوروبا وتكرار حوادث غرق سفن قراصنة المهاجرين المتهالكة دفع وزراء داخلية أكبر 5 دول في أوروبا الغربية للاجتماع في مدينة فلورنسا لمناقشة موضوعات الهجرة والإرهاب والجريمة المنظمة. وتأتي على رأس جدول الاجتماع المقترحات التي تدعمها ألمانيا وإيطاليا بإنشاء مراكز كبرى في منطقة شمال إفريقيا يتجمع فيها اللاجئون السياسيون والراغبون في الهجرة إلى القارة الأوروبية. وتأمل أوروبا في التوصل إلى طريقة تسمح بحصول اللاجئين «الحقيقيين» على حقهم في اللجوء، بينما يبقى المحتالون بعيدا. وكان رئيس الوزراء الإيطالي، سلفيو برلسكوني، بحث ذلك المقترح مع الزعيم الليبي، معمر القذافي، في الزيارة التي قام بها لطرابلس الأسبوع الماضي لكن هذا المقترح أثار جدلا واسعا، كما أن جماعات حماية حقوق الإنسان عبرت من جهتها عن شكها في قدرة الدول الإفريقية على توفير الظروف الملائمة والرعاية لعدد كبير من طالبي اللجوء.
باتت الهجرة غير الشرعية بمثابة أنشودة الموت على صفحة البحار تتدفق من الدول الفقيرة التي مزقتها الحروب وتتخذ من الصحراء الليبية منطقة تجمع لانطلاقها. ويأمل المهاجرون في إيجاد الحماية وحياة أفضل في الدول الأوروبية. ويقول خبراء إن المئات يلقون حتفهم سنويا أثناء محاولتهم ركوب البحر وخوض هذه الرحلة الخطرة.
المخاوف الأوروبية والإفريقية من الهجرة غير الشرعية لها أبعاد أخرى غير البعد الإنساني وينحصر ذلك في خطر استغلال تنظيمات إرهابية محتملة تلك الموجات المتدفقة لتسريب عناصرها لدول محددة في شمال إفريقيا أو أوروبا. وعبرت ليبيا من قبل صراحة عن مخاوفها من تدفق عناصر تريد زعزعة استقرارها كما أن هناك تهديدات إرهابية غير خفية تعني ايطاليا تحديدا
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 774 - الإثنين 18 أكتوبر 2004م الموافق 04 رمضان 1425هـ