من المفترض بل من البديهي أن تكون بيئة العمل صالحة في أية شركة من أجل تحسين الإنتاج وزيادته وخلاف ذلك ينعكس سلبا ليس على الشركة فقط وإنما على موظفيها ولذلك يجب أن نهيئ الأرضية اللازمة ومن ذلك تدريب المسئولين على كيفية التعامل مع الموظفين ونشر الحب والتعاون بينهم ما يكون له الأثر الكبير في تحسين نوعية الإنتاج ولكن الذي يحصل في كثير من الشركات والمؤسسات في القطاعين الخاص والعام هو أن المسئولين القائمين على ذلك غير مؤهلين وبدلا من مساعدة الموظفين على أداء واجبهم فهم يقومون بنشر بذور الفتنة والحقد والتفرقة من أجل تحقيق مصالح خاصة أو لتصفية حسابات خاصة قديمة ويشاهد ذلك جليا في بعض المؤسسات الكبيرة والصغيرة حتى في بعض الصحف.

أعجبتني كثيرا طريقة محافظ مؤسسة نقد البحرين الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة في كيفية التعامل مع موظفيه والطريقة التي يدير بها، فهو ينزل إلى معترك العمل يتحدث مع هذا ويناقش مع آخر ولذلك قام ببناء مؤسسة محترمة وهي مؤسسة النقد كما فعل في سوق البحرين للأوراق المالية قبل انتقاله إلى المؤسسة ساعد في خلق كثير من الشخصيات المؤهلة من أمثال خالد البسام الذي استقال من المؤسسة لأسباب شخصية. وذكرني الشيخ أحمد بمعاملة أحد كبار رؤساء التحرير في وكالة عالمية وهو فرانسوا دوريو الذي كان يتنقل شخصيا من مكتب إلى آخر ومن دائرة إلى أخرى قبل تقاعده يناقش بهدوء الأعمال التي تنجز ويحل أية مشكلات قد تطرأ من دون صراخ وزعيق وهو لا يجلس في مكتبه ويغلق عليه الأبواب كما يفعل بعض الأشخاص عند تحملهم أية مسئولية ولذلك هو محبوب من الجميع. لو كان لدينا بضعة أشخاص من أمثال دوريو لاستطعنا وأد الاستياء (وما أكثره هذه الأيام) الذي يظهره بعض الموظفين في مؤسسات كثيرة تجاه بعض المسئولين غير المؤهلين على ما يبدو وإذا أردت أن تعرف عن ذلك فتش عنهم بين جوانبك فستجد الكثير منهم بسبب الطريقة التي يعاملون بها على اعتبار أن الموظفين عبيد لهم يأتمرون بأمرهم وينتهون بنهيهم. بعض أعضاء البرلمان وخلال مناظرة تلفزيونية طالبوا الأسبوع الماضي بتأهيل البحرينيين عن طريق جلب مؤسسات تدريب عالمية بهدف القضاء أو على الأقل الحد من البطالة المنتشرة في المملكة وأنا اقترح أن يكون بعض المسئولين الذين يجدون نقصا في أنفسهم ويحاولون تغطيته من ضمن المتدربين في هذه المؤسسات إن وجدت لكي يتدربوا على كيفية التعامل مع الموظفين واحترامهم لأنها نقطة مهمة في رقي المجتمعات. والله من وراء القصد