هناك الكثير من القضايا التي لا تعجبنا في مجتمعنا وقد كان البعض يظن أنها ستحل بشكل عادل في عهد الانفتاح ولو بجزئيات صغيرة أو بدائل أخرى تنصف حقوق المواطن...

لكن يبدو أن ما يحدث على الساحة هو العكس على غرار حال النخلة البحرينية التي تضاءل وجودها في أرجاء البلاد حتى أصبحت اليوم تحصيل حاصل لباقي جموع أشجار الزينة المستوردة من الخارج التي تحظى بوفرة المياه والسماد والعناية الكاملة.

ولا أعتقد أن هناك فرقاً كبيراً بين حال المواطن ونخلة بلادي فكلاهما يعيشان غربة... وكلاهما مركونان على طرف الأمور وتحولت شكواهما إلى إرث نتغنى به لفترة ثم ننسى...

فالنخلة أهلكت وصرخت مراراً من كثرة الألم والقهر البيئي الذي تعايشه يومياً بينما المواطن ما عادت لصوته قيمة وعليه أن يعايش واقعه من دون نفس ويترك لآلام القهر بأصنافه لنفسه تتثاقل كل يوم من دون أن ترى حلولاً ووضعاً ينصفها. كلما كتبنا عن حال المواطن والنخلة في هذه البلاد... كلما ارتفعت أصوات المنافقين وكأن كل شيء زاهٍ... فإن كان ذلك فلماذا أصبحنا نصنف على قائمة الأواخر بعد أن كنا نتباهى بالريادة على جيراننا من دول المنطقة؟!

كنا نتباهى ومازلنا على غيرنا، على رغم أن الواقع يقول شيئاً مختلفاً.

ولا مفر من تناسي ذلك لأن غيرنا أصبحوا السباقين في كل شيء حتى سحبوا البساط منا... وعلى رغم ذلك مازلنا نتغنى بالماضي، مع أن الحاضر يقول إن طريق اليوم ليس طريق الأمس.

لابد من المصارحة ومن فتح الملفات فكلما ظلت مركونة يتراكم عليها الغبار، كلما تفاقمت الأمور وتثاقلت النفوس وخصوصاً عندما تخلط الأوراق وتتناثر هنا وهناك... فالصمت والصمود لهما عمر قد يطول أو يقصر... فهل من مجيب؟