العدد 773 - الأحد 17 أكتوبر 2004م الموافق 03 رمضان 1425هـ

الهمّ المشترك: البحث عن عمل ومستوى المعيشة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لعل من يكتب التاريخ سيحتار كيف يؤرخ لمنطقتنا خلال النصف الثاني من القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين. فلو تنقل شخص ما في كل بلدان المنطقة، بما في ذلك الدول النفطية، فسيجد ان الهم المشترك لأبنائها هو الحصول على لقمة العيش الكريمة والارتفاع بمستوى المعيشة بما يناسب حجم الثروات الموجودة في منطقتنا.

الدول العربية يبلغ عددها 22 دولة، ويبلغ عدد سكانها حوالي 280 مليون نسمة، والارقام تقول لنا ان هذه الدول في العام 2020 ستكون بحاجة الى ان تخلق 100 مليون وظيفة لكي تمنع الانفجار السياسي، وهذا الهدف يبدو بعيد المنال مع استمرار الوضع الحالي من دون إصلاح. فمصر لوحدها تحتاج الى أن تخلق 680 الف وظيفة سنوياً للابقاء على المستوى الحالي، وهو مستوى غير جيد ولا يليق بمصر التي اصبح اقتصادها أضعف حتى من اقتصاد الامارات العربية المتحدة.

النتيجة المباشرة لانعدام الامل في الحصول على وظيفة تليق بالآمال والطموح هي جنوح اعداد كبيرة من الشباب نحو العمل الثوري والمتطرف، بعد أن تغلق منافذ الحياة الكريمة ويزداد الناس وعيا بكميات الثروة المهدورة من بلدانهم والتي لا تصل اليهم وتبقى ضمن دائرة محدودة تزداد ثراء كلما ازداد الناس فقراً. وهذا ما يشعر به المواطن في البلدان العربية هذه الايام، فعلى رغم ازدياد سعر النفط ووصوله إلى مستويات لم يصلها من قبل، فإن الشعور الاستسلامي هو السائد بحيث لا يتوقع الأكثرية ان ينعكس ذلك على مستوى معيشتهم.

في البحرين تبدو الامور أكثر وضوحاً وخصوصاً بعد ان تبنى سمو ولي العهد دراسات أعدتها مؤسسة «ماكينزي» أوضحت من خلالها ان البحرين ستشهد مشكلة كبيرة اذا ما استمر الوضع على ما هو الآن، إذ إن العام 2013 سيأتي لنا بجيش من العاطلين قدره سبعون الف مواطن، وان متوسط الدخل سينخفض عما هو عليه الآن. بمعنى آخر فإن مستوى المعيشة حتى بالنسبة إلى من يعمل لن يكون مشرفاً وسيحث المواطنين على التعبير عن عدم رضاهم بوسائل شتى.

قد لايكون كل ما قالته مؤسسة «ماكينزي» صالحاً للتدشين ضمن حزمة الحلول، ولكن ما هو مؤكد انه لا يمكننا الاستمرار كما هي الحال الآن، وان علينا ان ننظر الى المستقبل برؤية جديدة، وألا نحاول تقليد نماذج لا تنفعنا. فنحن في البحرين لن نستطيع تقليد دبي في أي شيء ولن نستطيع منافسة دبي فيما نجحت في تحقيقه. ولكننا نستطيع ان نطرح حلولاً لبلادنا بالاعتماد على ما لدينا، وأهم ما لدينا مواردنا البشرية. فلدينا في البحرين مجتمع حيوي، يعمل في المجالات التي تعطيه مستوى معيشة مقبولاً، وأثبت اخلاصه في المجالات التي صممت من اجله، واثبت انتاجيته في اكثر المجالات تعقيداً.

ولكن، ولكي نستطيع الاستفادة من هذه الموارد البشرية في كل المجالات ونحدّ من ازدياد عدد الوافدين (خلال الاشهر الماضية دخل البحرين أكثر من 70 وافد جديداً يومياً، وفي المقابل حصل 8 مواطنين فقط على عمل يومياً) فإن علينا ان نعيد الموضوع الذي طرحه سمو ولي العهد الى الحوار الوطني العام، ونؤسس عليه حلولاً، ومن ثم نتوافق على خطة وطنية شاملة لتنفيذ حزمة الحلول، ونتحمل الصعاب اثناء التنفيذ، على ان ننجو العام 2013 من خطر محدق

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 773 - الأحد 17 أكتوبر 2004م الموافق 03 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً