بدأت قوات الاحتلال مساء أمس الأول الانتشار في شمال قطاع غزة بعد عملية «أيام التوبة» التي استمرت أكثر من أسبوعين قتلت فيها أكثر من 100 فلسطيني ودمرت خلالها البنية التحتية لمخيم جباليا للاجئين وشتتت أهله الذين يخشى الكثير منهم العودة للمخيم خشية عودة المحتل الغاصب والهجوم من جديد.
كان آخر من استشهد مساء أمس الأول على أيدي المحتلين سيدة فلسطينية في الخامسة والستين من العمر، بينما كانت تستعد في منزلها للإفطار مع عائلتها في أول أيام شهر رمضان المبارك، وإذا برصاص العدو يخطفها من بين أيديهم فجأة ومن غير مقدمات حالها حال الآلاف من الفلسطينيين الذين يسيرون على درب الشهادة الطويل من غير استعداد ولا اختيار، بعكس الاستشهاديين الذين يختارون هذه الميتة فيلقون ربهم راضين مرضيين.
سؤال يطرحه الفلسطينيون وهم يقتلون على أيدي المحتل الظالم ويعانون الأمرين من جرائمه اليومية: أليست لنا قيمة كبشر بحيث يحدث لنا ما يحدث والعالم كله ينظر إلينا ولا يحرك ساكنا عدى الاستنكار؟ طبعاً، لكم قيمة وهي أعلى من قيمة كثيرين لأنكم تقدمون ما لا يستطيع ملايين الناس تقديمه، تقدمون النفس وهي أغلى ما يملكه الإنسان، تقدمونها رخيصة في سبيل الله دفاعا عن الوطن المقدس، ولكن قيمتكم لا يثمنها إلا خالقها
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 772 - السبت 16 أكتوبر 2004م الموافق 02 رمضان 1425هـ