قد يتفق أي كان وبأي شكل من الأشكال «بشاعر» صديق من السعودية أو الكويت أو أي دولة من الدول الخليجية الأخرى حتى لو كان ذلك الاتفاق عبر اسلاك الهاتف أو عبر شبكة الانترنت... ويتمخض عن ذلك الاتفاق الطلب من الشاعر أن يكون ضيفا على شعراء البحرين فيلبي ذلك الشاعر الطلب بأسرع ما يمكن ظنا منه أنه سيحل ضيفا يحتفى به في بلده الثاني، إذ سيجد من يسمعونه وربما من يشيدون بتجربته ويتحدثون عنه. فيشد الرحال ويأتي إلى بلد المليون نخلة، وهناك تكون الطامة الكبرى، إذ يجد نفسه أمام اناس لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، وفيما ندر عدد أصابع اليدين إن كان محظوظا وصاحب اسم وبعد تلك الصدمة التي مني بها صاحبنا يجد نفسه على صدر الصحف وهناك من يتحدث عن أمسيته الرائعة التي كانت مسك الختام لموسم لم يبدأ وأحيانا بداية رائعة لموسم حافل بالامسيات، وبدأ ولم ينته والورطة تتمثل هنا في أن من أتانا مرة لا يعيد الكرة احتراما لذاته وحفاظا على ماء وجهه مع أن البعض - وهم قلة - يحسب ذلك ضمن انجازاته الخارقة فتجده ينوه بمناسبة ومن دون بأنه أقام أمسيات عدة وفي دول مختلفة مع أن ما قام به لا يرتقي إلى مسمى أمسية شعرية إطلاقا، وأكثر ما يمكن أن يقال في هذا المجال هو أنه أقام قراءة ليس إلا والعبرة هنا هي كيف يمكن أن يصل التنسيق بين الشاعر والشعراء الذين سينتظرون بدورهم الشاعر القادم على أحر من الجمر.
طبعاً يتأتى ذلك من عدم الارتجالية والتخطيط السليم واتباع آلية واضحة لاستقطاب الشعراء الضيوف بالضبط مثل ما حصل في أماسي فنادق الخمس نجوم. هناك فقط يحق لنا استدعاء الشاعر والاحتفاء به وليس كما يجري الآن إذ إن من عرف شخصا وبأية طريقة كانت أتى به على غفلة ليسد به فراغا ثم بعد ذلك يتحدث عن ذلك الانجاز الخارق وكيف أنه قد استطاع اقناع صاحبنا بالموافقة وعلى رغم مشاغله الكثيرة تحمل عناء السفر وأتى نزولا ومراعاة للصداقة وحسب، باختصار شديد تزوير في أوراق رسمية وكفى
العدد 771 - الجمعة 15 أكتوبر 2004م الموافق 01 رمضان 1425هـ