تشارك مملكة البحرين دول العالم في الاحتفال بيوم الأغذية العالمي، الموافق (16 أكتوبر/ تشرين الأول) ذكرى تأسيس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في العام 1945م، والتي تعمل على بذل الجهود لبلوغ هدف مؤتمر القمة العالمي للأغذية وأهداف التنمية للألفية ذات الصلة، والداعية إلى تخفيض عدد الجياع إلى النصف بحلول العام 2015م.
هذا وقد اختارت المنظمة موضوع هذا العام (التنوع البيولوجي في خدمة الأمن الغذائي) وذلك باعتبار أن التنوع البيولوجي هو الحليف الأكبر في المعركة للتغلب على سوء التغذية، وليس بوسع العالم أن يغفل عن حمايته. وما لاشك فيه فإن التنوع البيولوجي هو الأساس للزراعة وإنتاج الغذاء، وضمان حصول الشعوب وبصورة مستدامة على ما يكفيهم من أغذية عالية الجودة ليعيشوا حياة موفورة الصحة والنشاط.
تختلف الكائنات الحية في أشكالها وألوانها وظروف معيشتها، وهذا التنوع والاختلاف بينها هو الذي جعل لكل كائن دوراً معيناً ووظيفة محددة في الحياة بما يحقق التوازن البيئي على وجه الأرض ويحفظ النباتات والحيوانات على مر الدهور دون تعرضها للانقراض، يقول تعالى: «والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون، وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين» (سورة الحجر: 19 - 20) وقد نتج التنوع البيولوجي الزراعي من كثرة الأصناف الزراعية والحيوانات المستأنسة، وهذا يحتم علينا المحافظة على هذا التنوع والاستفادة منه إلى أقصى حد ممكن والعمل على صون التنوع الوراثي في نطاق كل نوع على حدة.
ولقد شجعت أساليب الزراعة الحديثة المزارعين على الاعتماد على أنواع وأصناف محددة من النباتات والحيوانات ذات الإنتاجية العالية، غير أن الاعتماد على تلك الأصناف المحددة يؤدي إلى اندثار الكثير من الأصناف والسلالات التي كان يمكن لها أن تثري التنوع البيولوجي.
ويقع على عاتق المزارعين مسئولية كبيرة في حماية هذا التنوع الحيوي، وذلك باستخدام الأساليب التي تحقق هذا الهدف مثل تقليل كميات الأسمدة الكيماوية المستخدمة، الزراعة العضوية، تطبيق الدورة الزراعية، الزراعة من دون حرث، واتباع أسلوب المكافحة للآفات الزراعية.
وقد كانت مملكة البحرين فيما مضى غنية بالتنوع الحيوي بما يوجد بها من الكثير من أنواع وأصناف النباتات والحيوانات في البر والبحر، وقد أدى عدم الاكتراث بأهمية التنوع الحيوي إلى اختفاء الكثير من تلك الكائنات.
وقد أخذت وزارة شئون البلديات والزراعة على عاتقها نشر مفهوم التنوع الحيوي بين المواطنين، وخصوصاً المزارعين، فبدأت بتنفيذ البرامج الإرشادية التي من شأنها المحافظة على البيئة والحصول على زراعة مستدامة، ومن تلك البرامج:
برنامج إعادة تدوير مخلفات المزرعة؛ لتحويلها إلى سماد عضوي.
برنامج التعقيم الشمسي للتربة؛ للتخلص من الآفات والأمراض بصورة آمنة، وفي الوقت نفسه المحافظة على الكائنات الحية الدقيقة النافعة.
برنامج المشاتل النموذجية للحصول على شتول سليمة خالية من الآفات والأمراض وتقليل استخدام المبيدات.
برنامج المكافحة المتكاملة لمرض تجعد الأوراق الفيروسي لمحصول الطماطم في الحقل المفتوح.
وذلك من أجل نشر مفهوم المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية في أوساط المزارعين.
وقد صادقت مملكة البحرين على اتفاق التنوع البيولوجي العام 1995م، وذلك إدراكاً من القيادة الحكيمة بقيادة عاهل البلاد المفدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وتوجيهات صاحب السمو رئيس الوزراء الموقر الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، ومتابعة صاحب السمو ولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بضرورة الحفاظ على التنوع البيولوجي في سبيل تحقيق الأمن الغذائي الوطني.
وزير شئون البلديات والزراعة
العدد 771 - الجمعة 15 أكتوبر 2004م الموافق 01 رمضان 1425هـ