أمضى زعيم التنظيم الإسلامي التركي المحظور (دولة الخليفة) محيي الدين قبلان ليلته الأولى يوم الثلثاء الماضي في مركز للشرطة في مطار اسطنبول. وذكرت مصادر صحافية تركية أن قبلان، ابن مفتي أضنة السابق جمال الدين قبلان، سيمثل أمام المحكمة بتهمة الخيانة العظمى لأنه كان يدعو إلى قلب نظام الحكم في تركيا من منفاه الألماني. ويواجه قبلان عقوبة السجن المؤبد بعد أن ألغت تركيا عقوبة الإعدام من قانون العقوبات استجابة لواحد من الشروط التي وضعها الاتحاد الأوروبي مقابل الانضمام للاتحاد الأوروبي. وتتهم تركيا قبلان - الذي تلقبه الصحافة الألمانية «خليفة كولون» وكانت تلقب والده المتوفى في كولون العام 1995 «خميني كولون» - بالتخطيط في العام 1998 للقيام بعمليات تفجير ضد آلاف من أعضاء المؤسسة العسكرية التركية ورموز البلد داخل تركيا وخارجها. كما تتهمه بتحريض مجموعة حوكمت حديثاً على السعي للإغارة بطائرة محملة بالمتفجرات على ضريح مؤسس الدولة التركية الحديثة أتاتورك الذي يعتبر حتى اليوم من أبرز رموزها.
ورحبت الصحف الألمانية وضمت صوتها إلى صوت مجموعة كبيرة من السياسيين في أحزاب الحكم والمعارضة في ألمانيا بتنفيذ قرار إبعاد قبلان إلى تركيا. وقال وزير الداخلية الألماني أوتو شيلي في صورة رسالة موجهة إلى المسلمين في ألمانيا: «هذا الرجل الذي يحرض على القتل ومعاداة اليهود ليس له مكان في بلدنا».
وكانت عملية إبعاد قبلان التي تمت يوم الثلثاء قد فاجأت المراقبين كافة كونها تمت هذه المرة بصورة سريعة لم تمنح قبلان فرصة للاعتراض كما حصل في السابق حين أخفاه مؤيدوه يومين كاملين بعد صدور قرار بإبعاده ثم ظهر من جديد. ويأتي إبعاد قبلان البالغ 51 عاماً من العمر بعد مفاوضات قضائية طويلة، لكنها لم تنته بعد لأن قبلان ينتظر نتيجة قرار من المحكمة الإدارية العليا بمدينة لايبسيغ بشأن طلب الاستئناف الذي تقدم به معترضاً على قرار إبعاده الصادر عن المحكمة الإدارية بمدينة مونستر والذي أكدته المحكمة الإدارية بمدينة كولون يوم الثلثاء.
وفور صدور القرار سارعت قوة من شرطة مدينة كولون لإلقاء القبض عليه، إذ كان موجوداً في مقهى للإنترنت، ومن هناك قيد إلى مطار مدينة دوسلدورف، إذ كانت تنتظره طائرة خاصة أقلته إلى تركيا. وقال وزير الداخلية الألماني إن قبلان كان رمزا للإسلام المتطرف في ألمانيا وليس في البلاد مكان لمثل هذا الرجل. يذكر أن زوجة قبلان وأولاده يقيمون في ألمانيا كلاجئين سياسيين.
وكان قبلان الذي يقدر عدد مؤيديه بنحو ألفي شخص جميعهم من الأتراك، قد قضى عقوبة الحبس مدة أربعة أعوام بعد أن أدين من قبل محكمة دوسلدورف بالتحريض على قتل طبيب تركي انشق عنه، وكان بصدد تأسيس حزب إسلامي جديد. وخلال دفاعه عن قرار الإبعاد كان قبلان يتذرع بأنه لن يحصل على محاكمة عادلة. وكانت تركيا تطالب الألمان بتسليمها هذا الزعيم المتطرف ويترتب عليها الآن تقديم الدليل لمنظمات حقوق الإنسان على أن قبلان سيحصل على محاكمة عادلة
العدد 771 - الجمعة 15 أكتوبر 2004م الموافق 01 رمضان 1425هـ