جلست رجاء مع أمها في غرفة المعيشة لكي تضع بمساعدتها القائمة التي ستتفق معها على القيام بها... وعلى أساسها تتحمل الابنة نتائج اختياراتها.
قالت الأم لرجاء «هل نبدأ بيوم الخميس ليلة إجازتك الأسبوعية».
ردت رجاء بحماس
«هل معنى ذلك أنك ستسمحين لي هذا الأسبوع بالبقاء مع صديقاتي إلى الساعة الحادية عشرة مساء؟»
قالت الأم متجاوبة
«أنا موافقة على ذلك في بعض المناسبات... لكن عليك أن تطلبي ذلك مني قبل الإجازة بعدة أيام... بشرط أن يقوم كل من الأبوين أو أحدهما بتوصيلك عندما يحين موعد عودتك وليس السائق».
وتابعت الأم حديثها: «لكنك إذا تأخرت عن الساعة الحادية عشرة... عليك أن تخبريني بسبب تأخرك حتى نتفق ماذا عليك أن تفعلي»
كانت رجاء سعيدة بما اكتسبته من حرية زائدة وأن أمها وافقت على ما تريد.
وأكملت الأم: «سنواصل هذا الأمر لمدة أشهر. إذا التزمت بهذه القوانين التي وضعناها سوياً... لكنك إذا لم تلتزمي بها... فإنك ستعودين لأسابيع قليلة الساعة العاشرة... وسنحاول بعد فترة أن نعود إلى الاتفاق نفسه لعلك تكونين قد نضجت وعرفت مسئوليتك... والآن سنتحدث عن واجباتك في البيت كأحد أفراد الأسرة في المحافظة على غرفة نومك نظيفة، وكذلك غرفة المعيشة في حال زيارة صديقاتك لك... كما أننا يجب أن نتفق بشأن الوقت المحدد لك لتتحدثي مع صديقاتك بالهاتف ومتى».
سألت رجاء: «هل معنى ذلك أن تظل غرفتي نظيفة دائماً... ألم أبلغ من العمر ما يؤهلني أن أترك غرفتي تبدو بالشكل الذي يعجبني؟»
«تستطيعين ذلك... لكن عيني تتأذى كلما مررت على غرفتك ووجدتها بهذه الفوضى»
اقترحت رجاء على أمها قائلة: «ماذا لو تركت باب غرفتي مغلقاً دائماً»
وافقت الأم لكنها اشترطت على ابنتها قائلة: «إذا وجدت الباب مفتوحاً والفوضى أمامي ستضطرين إلى تنظيفها... فأنا لا أحب أن تقومي بدعوة صديقاتك وغرفتك بهذه الفوضى... ولن تنام صديقاتك معك إلا إذا قمت بترتيب الغرفة... إذا قبلت بذلك قبلت به أنا أيضاً».
وافقت رجاء على قوانين أمها وسألتها: «هل يمكنني أن أبدأ غداً مثلاً؟»
أجابت الأم: «طبعاً مادمت ملتزمة بهذه القوانين... وبعد انتهائك من واجباتك المدرسية... لكن غداً لا يعد يوم إجازة... لذلك عليك أن تعلميني أين ستذهبين... وتلتزمين بالعودة إلى البيت الساعة السادسة مساء، هل توافقين على ذلك؟»
قالت رجاء «ماذا لو نسيت؟»
ردت الأم: «إذن ستخسرين ذلك الامتياز لمدة ثلاثة أيام... لكنك إذا نسيت ذلك عدة مرات فيما بعد... فإننا سنلغي ذلك الامتياز لانك بذلك لست ناضجة بما فيه الكفاية»
قالت رجاء «ماذا عن مجيء صديقاتي إلى بيتنا؟»
أجابت الأم بحزم: «موافقة بشرطين هو عدم نشر الفوضى في البيت... ولا أريد أن أشم رائحة السجائر التي شممتها من قبل... هل أنت موافقة؟
قالت الابنة «أعدك... لكنني لا أعلم إذا كانت صديقاتي سيلتزمن بذلك».
ردت الأم بنبرة جادة: «معنى ذلك أن صديقاتك غير مسئولات بما فيه الكفاية... ولن يزورونك إلا إذا كنت أنا موجودة في البيت»
وانتقلت الأم إلى موضوع الهاتف وكيفية استخدام ابنتها له
«ماذا عن التلفون... أكثر شجارنا حول من يستطيع أن يستخدمه... أنت تطيلين محادثاتك مع صديقاتك... وأنا أريد أن أكلم أحداً حول موضوع ما... هل لديك اقتراح يحل المشكلة؟»
ردت رجاء ألا أستطيع أن أتنبأ متى ستتصل بي صديقاتي... ولا مدة المكالمة
قالت الأم «في إمكانك أن تحددي لهن وقتاً يمكنهن الاتصال بك... لنحدد الآن الساعة الرابعة إلى السادسة مساء... ومن الساعة الثامنة في إمكاني أنا أن استخدمه... ما رأيك؟»
«ماذا أفعل لو اتصلن بي خارج نطاق ذلك الوقت؟»
أجابت الأم «اخبريهن أن وقت السماح لك بالتحدث هاتفياً انتهى... ويستطعن الاتصال في اليوم الثاني في الوقت الذي حددناه... هل أنت موافقة».
هزت رجاء رأسها موافقة
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 771 - الجمعة 15 أكتوبر 2004م الموافق 01 رمضان 1425هـ