العدد 2380 - الخميس 12 مارس 2009م الموافق 15 ربيع الاول 1430هـ

القوات الباكستانية تعتقل متظاهرين وسط حالة من الاضطراب

بعد أن حظرت الحكومة الاحتجاجات المعارضة في البنجاب

هاجمت الشرطة الباكستانية بالهراوات أمس (الخميس) ناشطين كما اعتقلت العشرات في مدينة كراتشي في الوقت الذي يتحدى الآلاف الحكومة في احتجاج جماعي وضع البلاد في أزمة.

وتظاهر محامون بلباسهم الرسمي الأسود ونشطاء من حزب معارض وهم يحملون الأعلام ويرفعون قبضاتهم في الهواء في مدينتي كراتشي ولاهور، أكبر المدن الباكستانية. وطالب المتظاهرون الرئيس آصف علي زرداري بإعادة القضاة الذين أقالهم الرئيس السابق برويز مشرف إلى مهماتهم وبينهم القاضي افتخار محمد تشودري الرئيس السابق للمحكمة العليا. ويأمل منظمو التظاهرة في انضمام مئات آلاف المحامين وأنصار المعارضة ونشطاء الحقوق المدنية في القافلة التي ستسير لمدة أربعة أيام على طول الطريق بين كراتشي وإسلام آباد إذ من المقرر أن تصل يوم الاثنين المقبل.

ويطالب المتظاهرون الذين يشاركون في ثالث احتجاج من نوعه يجري في باكستان هذا العام أن ينفذ زرداري وعده بإعادة القضاة. وحث زعيم المعارضة الرئيسية نواز شريف الذي تدور مواجهة بينه وبين زرداري، الحشود على الانتفاض ضد الحكومة المدنية الضعيفة التي تعاني من أزمة سياسية واقتصادية إضافة إلى عنف المتمردين.

وحظرت الحكومة كل الاحتجاجات في ولاية البنجاب، أهم مركز سياسي في باكستان، وولاية السند التي تضم كراتشي، ونشرت قوات الأمن لحماية المنشآت خشية وقوع أعمال عنف.

وردد متظاهرون في كراتشي هتافات تدعو إلى رحيل زرداري فيما ارتدى عناصر شرطة مكافحة الشغب الخوذات وحملوا الهراوات ووضعوا أكثر من 35 متظاهرا في شاحنات السجن التي جهزت أمام محكمة السند العليا، بحسب شهود عيان.

واعتقل نحو 90 شخصا في كراتشي بمن فيهم نائب رئيس حزب الجماعة الإسلامية (أكبر الأحزاب الدينية في باكستان) غفور أحمد إضافة إلى 18 من المحامين في المنطقة، بحسب الشرطة. واحتشد نحو 2000 محامٍ وناشط سياسي ومدني في لاهور عاصمة البنجاب وهتفوا «زرداري كلب» واشتبكوا مع الشرطة.

وقال زعيم المحامين اعتزاز إحسان إن المتظاهرين مصممون على انتهاك قانون باكستاني يعود إلى زمن الاستعمار البريطاني في القرن التاسع عشر والذي يحظر التظاهرات والمسيرات. وأضاف «تحدينا الفصل 144، ما يظهر أن معنويات الحشود مرتفعة للغاية وسيصلون إلى إسلام آباد في 16 مارس/ آذار الجاري». وامتنعت الشرطة عن مهاجمة المحتجين ويقول معلقون إنه من المستحيل أن تتمكن الحكومة من فرض حظر على التظاهرات.

وقال المسئول في الشرطة إعجاز أحمد «خرق المحامون القانون، ولكننا سمحنا لهم بالتعبير عن مشاعرهم». وخرج نحو 150 محاميا و250 ناشطا من مدينة كويتا الجنوبية الغربية إذ اختطف مسئول أميركي يعمل مع الأمم المتحدة الشهر الماضي، وسط هتافات السكان الذين وقفوا على جانبي الطرق، ومن المقرر أن يلتقوا بالقافلة التي تنطلق من كراتشي في السند.

واعتقل مئات النشطاء في البنجاب وإسلام آباد منذ أمس الأول (الأربعاء). ودانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» حملة القمع التي تعرض انتقال البلاد إلى الديمقراطية للخطر. وقال الباحث في هيومان رايتس ووتش لشئون جنوب آسيا علي دايان حسن «من العيب على المسئولين المنتخبين أن يتشبهوا بالحكومة العسكرية السابقة باستخدام نفس القوانين القديمة والقمعية ضد حرية التعبير السياسي».

وهددت الحكومة هذا الأسبوع باتهام شريف بنشر الفتنة والتحريض على تمرد شعبي بعد أن فرضت المحكمة العليا عليه وعلى شقيقه حظرا على مشاركته في الانتخابات في 25 فبراير/ شباط المقبل. ويدور نزاع منذ فترة بين زرداري وشريف بشأن مستقبل الدولة النووية التي تعتبر حليفا قويا للولايات المتحدة في حربها ضد تمرد حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة».

العدد 2380 - الخميس 12 مارس 2009م الموافق 15 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً