فرض الله الصيام على المسلمين والمسلمات شهراً في كل عام فالصوم نظام حياتي دوري يلتزم به الإنسان المؤمن وهو عبادة بين الإنسان وربه. وقد يتظاهر الإنسان بأداء فريضة الزكاة أو الحج ليقال عنه حاج ومزك، ولكنه لا يستطيع التظاهر بالصوم ولعل هذا ما جعل للصوم منزلة خاصة. وكما ورد في الحديث القدسي «وإن كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي عليه».
أثر الصيام على الصحة
إن للصوم أثراً عميقاً على الصحة العضوية والنفسية، فهو يخلص البدن من الشحوم المتراكمة ويقي ويعالج السمنة، وهو فرصة لإعطاء المعدة والأمعاء والكلى والدورة الدموية فترات من الراحة. وهو فرصة مواتية لمن يريد التوقف عن التدخين فبإمكانه اختيار هذا الشهر للبدء في ذلك ومادام استطاع التوقف نهاراً فبإمكانه المواصلة. وبمنعه للسمنة والمساهمة في التوقف عن التدخين يكون ساهم في الوقاية من الأمراض المزمنة غير المعدية كأمراض القلب والسكري والسرطان... إلخ. ناهيك عن الفائدة الروحية التي تعود على النفس البشرية بالراحة والاطمئنان في عصر أصبح القلق والتوتر سمة من سمات... هذا أيضاً سياهم في منع التأثيرات السلبية الناتجة عن القلق والتوتر.
ماذا يجب عمله للحصول على فوائد الصيام؟
- عدم الإسراف في الطعام: من أجل الحصول على فوائد الصيام العضوية والنفسية على المسلم أن يلتزم بآداب الصيام. ويذكر أن تمام تقوى الله في هذا الشهر أن يأكل المسلم ويشرب من دون إسراف تصديقا لقوله تعالى «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» (الأعراف: 31).
إن عدم الالتزام بهذا النص القرآني كثيراً ما يؤدي إلى التخمة والمشكلات الهضمية في رمضان وقد يتساءل البعض: أليس الصوم صحة؟ فنرد عليهم بالقول نعم، ولكن هل التزمتم بآدابه؟ هل شهر الصيام هو استبدال النهار بالليل واستمرار الأكل والسهر طوال الليل والشعور بالخمول والتخمة طوال النهار؟ ليس هذا ما أراده الإسلام ولن تكون فائدة من الصيام بهذه الطريقة، بل العكس هو الصحيح. وقد تفاجأ هذه الفئة من الناس بزيادة السكر والكوليسترول وارتفاع الضغط ومعدل أوزانهم وبدلا من أن يستفيدوا من التأثير الإيجابي للصوم على الصحة نراهم يضرون أنفسهم.
- الالتزام بالسنة النبوية: لقد أمرنا رسول الله (ص) بأن نعجل الفطور ونؤخر السحور وبذلك تقلل فترة الصيام إلى أقل فترة ممكنة. كما أوصى الرسول (ص) بالسحور فقال «تسحروا ففي السحور بركة» ووجبة السحور ضرورية جداً فهي تعوضنا عن وجبة الفطور في الأيام العادية. وبذلك يتمكن الصائم من الذهاب إلى عمله ويستطيع التركيز والإنجاز.
- قراءة القرآن: إن تلاوة القرآن والاستماع إليه يعود على القارئ والمستمع براحة نفسية كبيرة وتشعره بقربه من الله تعالى، ما يقوي من صحته النفسية.
- صلاة التراويح: بالإضافة إلى أجرها الكبير عند الله تعالى فصلاة التراويح تعود على الصحة بالفائدة العضوية التي تنتج من الحركات فهي رياضة بدنية، وكذلك رياضة روحية.
رئيسة قسم التثقيف الصحي
إقرأ أيضا لـ "أمل الجودر"العدد 770 - الخميس 14 أكتوبر 2004م الموافق 29 شعبان 1425هـ