تُعقد اجتماعات إثر اجتماعات من دون كلل لمناقشة الأوضاع الاقتصادية في المنطقة وخصوصا قبل حلول شهر رمضان المبارك الذي يصادف هذا العام يوم الجمعة أو السبت أو لدراسة ووضع حلول للمشكلات التي تعوق التجارة والاستثمارات في هذه المنطقة التي تعج بالسيولة الكثيفة الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط إلى نحو 54 دولاراً للبرميل في السوق العالمية، ولكن المشكلة تقع في مدى التقيد أو تنفيذ التوصيات التي تخرج من هذه الاجتماعات التي لا تنقطع، ولا شك أن الاجتماعات والنقاشات مهمة، ولكن الأهم من ذلك هو التنفيذ على أرض الواقع. فقد شبعنا من الحديث عن الأفكار والمشروعات الاقتصادية والسياحية والعمرانية وبحسب قول أحد الخبراء نحن نبحث وندرس ونناقش باستمرار وعلى مدى سنوات هذه الأفكار المطروحة حتى تصبح غير ذات فائدة!
يقول خبير اقتصادي في كلمة وجهها في منتدى البحرين الأول لسوق رأس المال الذي انتهى يوم الثلثاء إنه من المهم السرعة في تنفيذ الاقتراحات والتوصيات لأنها تساعد في خلق جو من الثقة من جانب الذين يطرحونها والمستفيدين منها على السواء. غير أننا ابتلينا بكثرة الكلام وقلة العمل ومساندة واحترام بعضنا البعض وبدلا من ذلك نلجأ إلى حيل وفرص نقتنصها لضرب المصلحة العامة من أجل المصالح الخاصة. وعلى عكس ما يحدث في البحرين فإن إمارة دبي لا تعج بالاجتماعات، وإنما برجال الأعمال والمقاولين والتجار ولهذا تجد الأعمال الإنشائية والتجارة مزدهرة بالإضافة إلى السياحة، اذ علق أحد الاقتصاديين على ذلك بقوله «لا توجد غرف في فنادق دبي للزوار إذ بسبب الازدحام وهذا يدل على نمو النشاط الاقتصادي في هذه المدينة» وأعتقد أن الأمر نفسه يمكن أن يحدث هنا لو اتبعنا الأسلوب نفسه، أسلوب العمل وليس الكلام، خدمة للوطن والمواطنين.
الأسلوب الذي يتبعه المسئولون كل في موقع عمله مهم لأن ذلك ينعكس على النشاط الاقتصادي والتجاري المراد تطبيقه فكثير من المشروعات الاقتصادية والتجارية لم تطبق على الأرض لسبب أو لآخر أو يتم تأخيرها من وقت لآخر، إما بسبب تضارب المصالح أو لعدم وجود حوافز تمكن المستفيدين من تلك المشروعات من استمرارية العمل ولهذا يصر الاقتصاديون على سرعة ودقة تنفيذ المشروعات حتى لا تتحول إلى سراب من كثرة دراستها.
ونحن نستقبل الشهر الكريم نتمنى من الجميع أن يستمر في العمل الدؤوب والنشاط حتى نحول مشروعاتنا إلى حقائق تخدم الوطن وتساهم في بناء مؤسساته بدلا من الحديث الذي لا طائل منه
العدد 769 - الأربعاء 13 أكتوبر 2004م الموافق 28 شعبان 1425هـ