العدد 768 - الثلثاء 12 أكتوبر 2004م الموافق 27 شعبان 1425هـ

الهيئة... مقترح الجمعيات... وحقوق الإنسان

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

جهدت نفسي كثيراً لأن أكتب بعض الأسطر تخليداً لذكرى هيئة الاتحاد الوطني، ولكن كثرة الارتباطات في جميع الاتجاهات في هذا الزمن المتسارع الخطى، تجعل من المرء يعتذر عن الكثير من الالتزامات والدعوات الاجتماعية، وإذا عذرك البعض لن يعذرك البعض الآخر. ومن هذا البعض الآخر صلاح الشعباني، الذي أعتز بدعوته وتسرني تلبيتها، وعلى الأخص إذا كان الحديث يأخذنا إلى الزمن الجميل والنيات الصافية والقلوب المتسامحة والقواسم المشتركة بين الطائفتين الكريمتين.

في الأسبوع الماضي، دعيت إلى مجلس الشيخ الجمري، وكان المتحدث السفير العراقي، وتطرق إلى أمور عدة منها: المقاومة العراقية ومستقبل الدولة العراقية والطائفية وانفصال الأكراد وتبوءه المناصب سابقاً في ظل حكم «البعثيين» على رغم عدم انتمائه «للبعث» سياسياً، وغيرها من أمور نتفق معه في جلها وإن اختلفنا قليلاً في بعضها.

وفي اليوم الذي سبقه كنا على موعد مع بعض الإخوة «الرفاق» في جلسة مناقشة لمقترح قانون الجمعيات السياسية، ولعل يد المنبر وحدها صفقت على رغم النظرية الثابتة في «أن اليد الواحدة لا تصفق»، ومع ذلك فإن المطلوب «تكتل مناهض» لمثل تلك القوانين، وذلك ما كان سيتحقق بصورة أفضل بمشاركة المقاطعين كأعاء في السلطة التشريعية.

وفي اليوم الذي تلاه، كنا على موعد حافل في ورشة عمل إعداد التقارير في مجال حقوق الإنسان والتي نظمتها الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، التي استمرت أربعة أيام، أبلى فيها المشاركون بلاءً حسناً. وتخلّلتها ورشة عمل أخرى ضمت أطيافاً متعددة لمناقشة مقترح القانون البديل لمقترح قانون الجمعيات السياسية، وهو مقترح «التنظيمات السياسية». وقدمته جمعية المنبر التقدمي في تصميم موفق على إثبات وجودها وفعالية نشاطها، في خطوة أولى ناحية خلق جبهوية داعمة للمقترح البديل.

وفي يوم الجمعة، حلّ ضيفاً علينا إبراهيم المطوع، الصحافي في مجلة «المجلة» اللندنية، وطال بنا الحديث في مختلف الشئون السياسية والقواسم المشتركة بين مجتمعاتنا (البحرين والسعودية). وبعد وداع الضيف، كانت وجهتي إلى «الشاخورة»، وفي أجواء الحديث الساخن عن الهم الطائفي المؤرق، فلا تعرف من أين يبدأ الحديث عن القواسم المشتركة دينياً، كالقرآن الواحد والقبلة الواحدة والنبي الواحد... إلخ، أم بالقواسم المشتركة اجتماعياً كحتمية العيش المشترك بين أبناء الطائفتين الكريمتين أو هموم التجنيس العشوائي أم التمييز الذي يقع على فئات مختلفة من المواطنين وهموم تطبيقات المواطنية على أرض الواقع عموماً. وفي خضم كل هذه التقاطعات ألا يجدر بنا استعادة مشهد هيئة الاتحاد الوطني، وأن نلتقي و«نتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا الآخر فيما اختلفنا عليه» بعد التناصح. فهناك الكثير من القواسم المشتركة والخطوط المتقاطعة، بشرط إثبات أنها الأقوى بيننا وليست الأضعف، واستخدامها في الصالح العام ولي الخاص جداً

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 768 - الثلثاء 12 أكتوبر 2004م الموافق 27 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً