أعلنت جامعة الشيخ المفيد الإيرانية انها ستنظم مؤتمرا عن حقوق الإنسان في مدينة قم المقدسة في 14 و 15 مايو/ أيار 2005، وان عدة مؤسسات تشارك في الإعداد للمؤتمر الدولي الذي سيكون بثلاث لغات، الفارسية والعربية والإنجليزية، من بينها مركز الأمم المتحدة في إيران، اللجنة الإيرانية الوطنية المرتبطة بمنظمة اليونسكو، والمركز الدولي للحوار بين الحضارات، ومركز تعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة.

وقال بيان من المنظمين إن المؤتمر سيناقش القضايا المتعلقة بالهوية الفكرية والعولمة بالإضافة إلى مختلف أنواع القضايا السياسية والاجتماعية والفقهية والدينية المرتبطة بمنظومة التشريعات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.

وتعقد جامعة المفيد المؤتمر كل سنتين، وهو المؤتمر الثالث الذي تعقده «حقوق الإنسان»، وهو من النشاطات النوعية التي بدأت في عهد الرئيس الإيراني محمد خاتمي الذي يؤمن بتقارب الطروحات الإسلامية والإنسانية تجاه موضوعات شائكة مثل الديمقراطية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان. كما ان انعقاد المؤتمر في قم المقدسة له دلالته الرمزية، وخصوصا ان من بين المنظمين هيئات نسوية تنادي بحقوق المرأة.

ويعتبر المراقبون مبادرة الإيرانيين لطرح هذه الموضوعات دليل على التوجه المحوري نحو القضايا التي تؤثر في الحوار بين الثقافات المختلفة، خصوصا ان عدداً من الإيرانيين بدأوا في الظهور على الساحة الدولية من بوابة حقوق الإنسان. ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2003، حازت المحامية الإيرانية، شيرين عبادي (57 عاما) على جائزة نوبل للسلام لنشاطاتها في «الدفاع عن حقوق الإنسان وتحسين أوضاع المرأة والأطفال وبسط أسس الديمقراطية في إيران»، وكان لرد الفعل الرسمي الايجابي تجاه عبادي أثره على الساحتين المحلية والدولية، واعتبر حينها شجاعة من قادة الجمهورية الإسلامية الذين رحبوا بفوزها بالجائزة على رغم اختلاف عبادي معهم