شنت القوات الأميركية أمس هجوما على اللطيفية وبلدة هيت التي تركز فيها المقاومون الذين غادروا الفلوجة التي تتفاوض بشأن إحلال السلام، في حين بدأ أنصار الزعيم الديني مقتدى الصدر في تسليم أسلحتهم. وقال الجيش الأميركي ان قواته خاضت قتالا ضاريا مع عشرات من المقاتلين قرب مسجد في غرب العراق مما دفعها إلى شن غارات جوية ألحقت اضرارا بالمسجد وأشعلت النار فيه. وقال متحدث عسكري ان مشاة البحرية تعرضوا لإطلاق النار من جانب نحو 100 مقاتل قرب هيت ودار اشتباك بين الجانبين استمر ساعة. وأعلنت مصادر طبية مقتل احد عشر شخصا في هيت جراء العملية. وأسقط المقاتلون في وقت سابق مروحية أميركية كما دمروا عربة همر. وأفاد بيان عسكري أن القوات العراقية تدعمها وحدات من «المارينز» قتلت مسلحين اثنين واعتقلت عشرة آخرين خلال مواجهات في اللطيفية. وأضاف أن جندياً أميركياً أصيب بجروح طفيفة. وقتل جندي أميركي آخر وعراقيان وأصيب 27 آخرون في عملية انتحارية استهدفت رتلا أميركيا في الموصل. وقالت مجموعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» انها قطعت رأس مقاول تركي وكردي يعملان مع القوات الأميركية في بيانين على الانترنت وشريط فيديو يظهر عمليتي الإعدام.
بغداد، واشنطن، عواصم - عصام العامري، محمد دلبح، وكالات
بدأت ميليشيا «جيش المهدي» تسليم أسلحتها في مدينة الصدر بوتيرة بطيئة أمس فيما قتل جنديان أميركيان في هجوم بالصواريخ في بغداد كما قُتل عراقيان وجُرح 18 آخرون في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة في الموصل.
وفي مدينة الصدر، تم تسليم نحو عشر قطع أسلحة اوتوماتيكية و12 قذيفة هاون و38 قاذفة وبندقية مزودة بمنظار إلى مركز الشرطة في الحبيبية. وقال ضابط شرطة: إنهم يعطون قسائم مقابل التسليم لأنهم لم يتلقوا مالاً ليدفعوا إلى عناصر الميليشيا. من جهته، أعلن متحدث عسكري أميركي أن الأموال سُلمت إلى مركز ثالث للشرطة.
وأكدت عناصر من الشرطة بعضهم ينتمي إلى تيار مقتدى الصدر أن أفراد الميليشيا لن يسلموا أسلحتهم بشكل جماعي بسبب عدم ثقتهم في الحكومة والجيش الأميركي. وقالت الشرطة في نقطة من ثلاث نقاط مخصصة لجمع السلاح إنها لم تتسلم سوى عدد قليل من أسلحة «جيش المهدي». وقالت في نقطة أخرى إنها لم تتسلم أية أسلحة. واعتبر الشيخ قيس الخزعلى المتحدث باسم الصدر نزع الأسلحة «خطوة حسن نية من التيار في إطار استعداده للدخول في العملية السياسية وليست هزيمة». وقال: «اخترنا ذلك من أجل السلام وإغلاق أبواب العنف واعتماد صناديق الانتخابات في تحقيق طموحات العراقيين». إلا أن قائد القوات الأميركية في مدينة الصدر غاري فوليسكي أكد حق رجاله القيام بحملات دهم واعتقالات. وأوضح «ليس هناك اتفاق لوقف النار وحرية حركتنا لم يتم تحديدها. وإذا تلقينا معلومات استخباراتية تحتم علينا عملية دهم أو تفتيش فسيكون بامكاننا القيام بذلك». ومن جانبه رحب وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بالاتفاق بين الحكومة العراقية وميليشيا الصدر لتسليم أسلحتهم ورأى في ذلك نموذجا لبقية أنحاء البلاد. على صعيد متصل أجرى وفد من وجهاء الفلوجة محادثات مع الحكومة بشأن سبل التوصل إلى حل سلمي لأزمة المدينة. وقال المتحدث باسم وزير الدفاع حازم الشعلان إن «المفاوضات جارية الآن بين الوزير ووجهاء المدينة». وكانت الحكومة العراقية أعلنت في وقت سابق تعليق الغارات الجوية على الفلوجة لمدة 72 ساعة حتى تنتهي المفاوضات. في الوقت ذاته قال سكان أن انفجاراً مدوياً هز المدينة.
علاوي يزور سامراء ويرفض العنف
من جهته رفض رئيس الوزراء إياد علاوي خلال تفقده سامراء أمس، بعد 9 أيام من استعادة السيطرة عليها، استخدام العنف بدلاً من السياسة للوصول إلى السلطة. وقال: «من يريد السلطة يجب أن يأتي عن طريق السياسة وليس عن طريق الحروب والقتال الذي يؤخر تقدم الأمم كما هو معروف».
في الإطار ذاته كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» النقاب عن أن زعماء السنة اعترفوا بأنهم فشلوا في بث الحماس لدى أبناء هذه الطائفة من أجل المشاركة في الإنتخابات، ويشعرون بالخوف من احتمال استهدافهم من قبل المقاومة.
الشعلان يدعو لبقاء الاحتلال 15 عاماً
وتابع وفد عراقي باهتمام كبير الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد في ليتوانيا لمعرفة مدى إمكان الاستفادة من هذه التجربة خلال الانتخابات العراقية. ونقلت صحيفة «فيلادلفيا إنكوايرر» الأميركية عن الشعلان قوله إنه إذا انسحبت قوات الاحتلال العام المقبل «فسيكون الوضع كارثياً» محذراً من أن المتطوعين الأجانب «سيغمرون البلاد كالطوفان ويتغلبون على قوات الأمن» وقال: «أريدها (قوات الاحتلال) أن تبقى لمدة 15 عاماً، وعلى المستوى العام أريدها أن تبقى إلى أن يستقر الوضع».
إلى ذلك أعلنت الخارجية الفرنسية أن المؤتمر الدولي بشأن العراق يجب أن «يشمل جميع الفصائل العراقية» التي تقرر «التخلي» عن العنف. وقال وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ: إن الصين تؤيد انعقاد المؤتمر مشدداً على ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة دوراً أكبر في التعامل مع التحديات الكبيرة والتهديدات هناك.
ميدانياً قُتل جنديان أميركيان وأصيب 5 آخرون بجروح في هجوم بالصواريخ جنوب بغداد. وفي الرمادي قُتل شخصان وأصيب 3 بجروح خلال تبادل لإطلاق النار بين قوة من مشاة البحرية ومسلحين في محيط المدينة. ذكرت قناة «العربية» انه تم إسقاط مروحية أميركية في هيت شمال غربي بغداد. وذكر طبيب أن 3 أشخاص أصيبوا بجروح في تبادل لإطلاق النار في هيت.
كما قالت مصادر طبية إن قافلة عسكرية أميركية تعرضت لهجوم انتحاري بسيارة ملغومة في الموصل وقُتل في الهجوم مدنيان وجرح18 . وتحدث طبيب في المستشفي العام عن 11 جريحاً بينهم 4 إصاباتهم خطيرة بينما تحدث آخر في مستشفى السلام عن 7 جرحى. وأوضح أن جثتي القتيلين مصابتان بشظايا ناجمة عن الانفجار ورصاص أطلقه الجنود الأميركيون بعد الهجوم. وأكد الجيش الأميركي ان سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت عند مرور قافلة في جنوب المدينة ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وعسكريين. وكان الملازم أول في الشرطة جارالله محمد سعيد أعلن انه شاهد «شاحنة صغيرة يقودها انتحاري تستهدف رتلاً من عربات عسكرية أميركية في الشارع الرئيسي في حي اليرموك».
وأعلن الجيش الأميركي الإفراج عن 184 موقوفاً عراقياً من سجن أبوغريب، ومعسكر بوكا في أم قصر. وأكد اللفتنانت كولونيل باري جونسون أن عملية الإفراج لا علاقة لها بالتفاهم مع التيار الصدري. وقال متحدث باسم الحرس الوطني: إن قواته ألقت القبض على 73 أفغانياً دخلوا البلاد من جهة الشرق بطريقة غير قانونية. وعلى عكس ما تردد من أن زيارة وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أول أمس إلى العراق استهدفت البحث المعمق في استرداد المدن المتمردة، كشفت مصادر مطلعة لـ «الوسط» أنه بحث مع كبار القادة العسكريين الأميركيين إمكان وقف العمليات الكبرى لاستعادة المدن المتمردة ولحين الانتهاء من الانتخابات الأميركية إلا أن الجواب الذي لقيه أن معنى ذلك اتخاذ الجيش الأميركي موقف الدفاع عن النفس لاسيما وان احتمالات مضاعفة الهجمات ضد القوة المتعددة الجنسيات تتزايد مع حلول رمضان.
وفي غضون ذلك أعلن مسلحون ينتمون إلى جماعة الزرقاوي أنهم يحتجزون تركياً رهينة، مهددين بقتله خلال 3 أيام ما لم تفرج القوات الأميركية عن المعتقلين. وأعلنت شرطة كركوك تحرير رهينتين عراقيين واعتقال الخاطفين في مداهمة.
بغداد - ش أ
كثفت المفوضية العليا المشرفة على عملية إجراء الانتخابات في العراق من حملاتها الإعلامية لحث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم على الرغم من أعمال العنف. وأكد المتحدث باسم المفوضية فريد ايجهار لراديو «سوا» الأميركي أمس «أن تسجيل الناخبين سيبدأ اعتباراً من الأول من شهر نوفمبر المقبل ويستمر لمدة ستة أسابيع». وأضاف أن المفوضية أشرفت على إنتاج فيلم تلفزيوني مدته 45 دقيقة وتنويهات عامة وأكثر من نصف مليون لافتة وعشرة ملايين كتيب تم توزيعها على المدارس في إطار الدعاية التي تقوم بها لحث الشعب على المشاركة في الانتخابات. وأشار إلى أن الحكومة العراقية ستطلب من الناخبين إبراز بطاقاتهم التموينية للإدلاء بأصواتهم، نافيا وجود أية علاقة بين إجراء إحصاء في العراق وبين الانتخابات المقرر إجراؤها في شهر يناير/ كانون الثاني
العدد 767 - الإثنين 11 أكتوبر 2004م الموافق 26 شعبان 1425هـ