صدر العدد السادس من مجلة أوان التي تصدر عن كلية الآداب بجامعة البحرين. والمجلة في حلتها الجديدة ضمت ملفا وافيا حوى مجموعة من الدراسات واللقاءات مع المفكر الفلسطيني ادوارد سعيد. كما عرض العدد الجديد عرضا متنوعا وشاملا لمجموعة من البحوث والدراسات والقراءات والترجمات. يتناول العدد الجديد ضمن الملف الخاص بادوارد سعيد موضوعات عدة مثل موال جديد في مراجعة ادوارد سعيد، استشراق ادوارد سعيد: محاولة نحو اعادة استبصار الفكر، ادوارد سعيد... مقالات وحوارات وبورتريه منحاز.
كما نقرأ أيضا في هذا الملف مقالين للراحل سعيد وهما: صورة العربي وما بين عالمين. الى جانب حوار مع سعيد عن العالم والنص والناقد. كما نقرأ أيضا في أبواب المجلة الأخرى: الثقافة وانتاج الديمقراطية، مخاضات الفكر العربي في القرن العشرين، هيفاء بيطار تنتصر للحب والعطاء في «امرأة من هذا العصر»، قراءة عبدالسلام بنعيد العالي: التفكيك بوصفه مجاوزة، الجسد والصورة والمقدس في الاسلام، سيرة حياتي: التكوين والشخصية والرأي، التخلف الآخر والعولمة واحباطاتها، تحليل الثقافة، الكينونة... الروح... الله. وضمت دراسات هذا العدد: قصيدة النثر - اشكالية الماهية، البحث عن التجنيس، تراث صناعة الكتاب العربي الاسلامي، غواية الهجنة في المتخيل المسرحي المغربي، وفي قرطاس المجلة نقرأ: كتابة المحو عند الشاعر محمد بنيس، تشخيصات الزمن، الهوية... والغيرية... والمكان في الاستشراق جنسيا، أهل القلم وما يسطرون، العولمة والصحة النفسية والكتابة والتحول.
كما تستعرض المجلة مجموعة من الكتب الحديثة كنظرية التأويل - الخطاب وفائض المعنى، الاسلام شريكا، تأسيس المجتمع تخيليا، مقام المعرفة - فلسفة العقل والمعنى، النسوية وما بعد النسوية والمصطلحات الأدبية والنقد. كما تعقد المجلة حوارا مع «فرانك ل. سيوفي».
وتأتي أهمية العدد الجديد من ذلك الملف الخاص بادوارد سعيد الذي كانت العروض تنهال عليه من أجل الحظوة بنشر مؤلفاته ومن ثم مراجعتها، اذ كانت دور النشر العالمية تتنافس فيما بينها في عمل عقد معه سلفا لنشر كتبه، والملاحق الأدبية والثقافية في الصحف العالمية كانت هي الأخرى تسعى لمراجعة كتبه، فادوارد سعيد - بحسب تقديم المجلة - تشكل مساهماته المتعددة جهدا نقديا وفكريا متميزا في رصد النظرية المتصلة بحقول الدراسات الانسانية كما في اطار مقاربات وتحليل الأوضاع العالمية ومجمل ما تفرضه متحولاتها من مهمات على المثقف بصورة عامة وعلى العربي والفلسطيني بصورة خاصة.
ويمكن أن تكون مساهمة ادوارد سعيد متمثلة في الوصل الذي أحدثه بين الاسهامات الماركسية والتفكيكية (ماركس، غرامشي، فوكو...) وهي التي اشتدت رهاناتها في الفلسفة الفرنسية والقارية من جهة واتجاهات النقد الجديد والقراءة اللصيقة في الأكاديميا الأميركية من الجهة الأخرى. وفي حيز أكثر اتصالا بانشغالات الأوساط الفكرية العربية كان لسعيد دوره البارز كقنطرة عبور شكلت تجسيرا للفجوة بين الثقافة العربية والغربية واستطاع عبر معالجته لظاهرة الاستشراق وادلاءاته التحليلية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أن يرسي منظورات جديدة توائم بين المعرفي والأخلاقي، مقاومة على الدوام اكراهات السلطة على الحقيقة، وفاتحة لثغرة نقدية جسورة في سياسات التمثيلات التي تفرضها القوى المهيمنة»