لو لم يكن الانفجار الذي وقع الخميس الماضي في فندق هيلتون طابا، تلاه - بمعدل 15 دقيقة لكل انفجار - انفجاران آخران في منتجعي «طرابين» و«رأس السلطان»، لكان من الممكن الحديث عن حادث عرضي. ولكن دقة العملية وتوقيتها، والبصمات الغامضة عليها ككل يدفع باتجاه استبعاد فرضية التقليل من شأن الحادث واعتباره عرضيا؛ لأن التفجيرات كانت منظمة ومتتالية وجرى تنفيذها في هذا التوقيت الحساس، إذ من الملاحظ أن التوقيت مواكب للأعياد اليهودية (عيد المظلة) الذي يفضل فيه اليهود والإسرائيليون خصوصا السفر إلى سيناء لأسباب دينية. كما أنه صادف احتفالات مصر بانتصارات أكتوبر/ تشرين الأول، وما قد يواكب هذا من حالة استرخاء أمني نتيجة الإجازات.
الدقة في تنفيذ العملية لها بصمات سبق إتباعها في تفجيرات عدة كتلك التي حدثت السعودية والعراق وبصورة ما تفجيرات 11 سبتمبر/ أيلول، وهو أسلوب يقوم به أنصار «القاعدة» غالبا. لكن لم يوجه الاتهام فقط لـ «القاعدة» فيما «الموساد» موجود، فمن حيث المبدأ والخبرة التاريخية مع «العمليات القذرة»، يمكن ترجيح احتمال تورطه في قتل حتى الإسرائيليين والغربيين، ويكفي هنا أن نشير لـ «فضيحة فولان» - نسبة إلى وزير الدفاع آنذاك - التي حاولت خلالها «إسرائيل» تفجير مكاتب الاستعلامات الأميركية في القاهرة بهدف تشويه صورة مصر، وتم فعلاً إرسال مجموعة من عملاء الموساد لتنفيذها، إلا أن الأمن المصري استطاع أن يلقي القبض على أعضاء المجموعة.
وربما يظل الفاعل مجهولا لمدة من الزمن تقصر أو تطول، لكن ما يتفق عليه الكثيرون هو عدة نقاط، وهي أن المستفيد الأول من التفجيرات هو «إسرائيل»، إذ سيكون لها تبعاتها على الدور المصري في القضية الفلسطينية وستستخدمها «إسرائيل» للضغط وربما ابتزاز مصر تحت زعم محاربة الإرهاب، وأخيرا سيستفيد شارون في تخفيف الضغط عليه وتحقيق التفاف وطني حوله في مواجهة ما يسميه شارون بالإرهاب، إذ أصبحت المصالح والرعايا الإسرائيليون في الخارج عرضة للتهديد والهجوم
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 766 - الأحد 10 أكتوبر 2004م الموافق 25 شعبان 1425هـ