خلال الأيام القليلة المقبلة سيكون للجمعيات العمومية للاتحادات الوطنية كلمة الفصل في اختيار مجالس الاتحادات الجديدة للأربعة أعوام المقبلة والتي سيكون على عاتقها قيادة الرياضة البحرينية خلال هذه الفترة. هذه الاتحادات هي أساس الرياضة في البلد كونها المسئولة مباشرة عن اللعبة الممثلة لها لذلك يجب أن يكون أعضاؤها من الملمين وأصحاب الكفاءات المشهود لها في مجال هذه اللعبة.
والمقصود بالكفاءة هنا ليس الرياضية وبحسب وإنما الكفاءة العلمية والرياضية إلى جانب الإلمام بفنون الإدارة والقدرة على التعامل مع المكونات الأساسية للعبة وهي الأندية واللاعبين. وحتى نستطيع إنشاء اتحادات قوية قادرة على قيادة اللعبة إلى بر الأمان والوصول بها إلى العالمية من خلال التطوير المستمر والعمل الجاد لابد من الجمعيات العمومية التي تنتخب هذه الاتحادات أن تعتمد في اختياراتها على الكفاءات المميزة وليس الأسماء الرنانة.
فالعاملون في الاتحادات الوطنية يفترض فيهم أن يكونوا جنودا مجهولين تشعر بأفعالهم أكثر من أقوالهم ولكن ما يحصل الآن في كثير من الاتحادات أن أقوالهم أكثر من أفعالهم وأن الكثير منهم يعملون بالبركة!
فغياب التخطيط هو السمة الغالبة في إدارة الاتحادات من خلال الاجتهادات الفردية والمركزية في اتخاذ القرار. وفي لحظة انفعال معينة قد يتخذ مسئول في الاتحاد قرارا مصيريا يخص اللعبة بأكملها. العمل بهذا الأسلوب الذي تغيب فيه الاستراتيجية الواضحة والمحددة الأهداف يجر غالبا إلى الانحدار والانهيار ويقود إلى التخلف أكثر منه إلى التقدم. لذلك يجب على الاتحادات أن توضح أهدافها للجمهور من بداية انتخابها وأن تعمل وفق هذه الأهداف باستراتيجية واضحة يسير فيها العمل بسلاسة ويسر. وأن تمتلك هذه الاتحادات القدرة على التعامل مع الأزمات والتغلب عليها كون العمل الرياضي مليئاً بالمشكلات المفاجئة والحوادث الدرامتيكية وإذا لم يحسب الاتحاد حسابا لمثل ذلك سيفاجأ بها وعندها ستضعف قدرته على اتخاذ القرار المناسب. عموما الكرة الآن في ملعب الجمعيات العمومية التي كانت على الدوام في السنوات الماضية منتقدة بشدة لأداء الاتحادات وعليها الآن تصحيح الأوضاع بالأفعال لأن فترة التصريحات انتهت وجاءت ساعة الحسم التي يجب أن يختار فيها الرجل المناسب في المكان المناسب، فهل تفعل الجمعيات العمومية ذلك؟
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 766 - الأحد 10 أكتوبر 2004م الموافق 25 شعبان 1425هـ