إن الدخول في عالم التطوير والتغيير إلى الأفضل يحتاج إلى رؤية علمية مدروسة دراسة وافية مع الوقوف على اسباب التدني والإخفاق حتى نستطيع ان نتدارك الأمر ونصل إلى المبتغى من دون ان نضع الترقيعات من هنا وهناك من اجل الوقوف على القدم لوقت مؤقت حتى ننهار وتفضحنا السلبيات. فالتغير والتطوير إلى الأفضل لابد ان يكون جذرياً ولا سبيل لغير ذلك مهما قمنا بمحاولات أخرى لنرتفع على الواقع المعاش ونستفيد من بعض الانجازات التي تحققت في بعض اللعبات الفردية والجماعية.
ما دعاني إلى كتابة هذه المقدمة ان اتحاداتنا الرياضية وفي تطويرها إلى الدوري لا تضع الأطر العلمية المدروسة للتطوير، إذ خلال السنوات الكبيرة الماضية لم نر هناك تقدماً في وضع البرامج الحديثة في اللوائح الداخلية، ففي حقيقة الأمر ان البنية التحتية لدينا سيئة جداً ولا تصلح الى ان نضع من خلال البرامج التطويرية لعدم وجود المنشآت النموذجية والملاعب الصالحة للعب عليها، بل هناك اندية تشبه الخربة المهجورة وملاعب أقل من جميع بلدان العالم بما فيها الدول الشقيقة في الخليج ولهذا بحت الاصوات لكي نبدأ بالعلاج الجذري للبيئة التحتية في الرياضة المحلية قبل الشروع في البرامج التطويرية لسن انظمة الاحتراف في الاندية لجعل الوتيرة الحماسية والتنافسية في الدوري ترتفع، ولكن هذا الحل غير كاف إلى ان نصل به إلى حد المنافسة الساخنة وسط الـظروف الصعبة التي تعيشها الاندية من خلال قلة الموارد المالية وضعف الدعم المادي ايضاً والمنشآت الرياضية المعدومة والملاعب غير الصالحة بتاتاً للعب عليها على رغم وجود الطاقات البشرية الموهوبة والتي استطاعت بكفاءتها ان تنقش على الصخر انجازاتها ماحية الآثار السلبية الواضحة في عدم علاج البيئة التحتية.
فلن نذهب بعيداً لضرب المثل، ففي لعبة كرة القدم هناك دولة قطر عندما قررت المؤسسة الرياضة هناك فتح باب الاحتراف على مصراعيه بدأت بوضوح اللبنات الاساسية والعملية لتقوية البنية التحتية من بناء المنشآت النموذجية والملاعب الفخمة والصالات المغلقة على اسس حديثة، وعملت بكل ما يلزم للنهوض باللعبات إلى المستوى الكبير. ولقطر تجربة سابقة في عالم الاحتراف من دون ان تعالج الأمر من جذورها فكان الاخفاق لرفع حرارة الدوري ولكن عندما بدأت بدراسة الأمر ووضعت النقاط على الحروف بدأت ثمار سخونة الدوري تتضح بشكل واضح من خلال استقطاب النجوم العالميين والآسيويين والعرب ومن منطقة الخليج ايضاً ما اعطى الدوري نكهة خاصة لدى جماهير دول المنطقة وهذا الأمر لم يأت من فراغ وانما جاء بعد دراسات مستفيضة وخطط مدروسة أتت بهذه النتائج الايجابية. فنحن في البحرين قبل ان نقول كلمتنا في فتح باب الاحتراف يجب علينا توفير المنشآت النموذجية المتكاملة والملاعب الصالحة والصالات المهيأة إلى جانب الدعم المادي للاحتياجات الاساسية للأندية من دون ان تقع في بحر الديون القاصمة للظهر. وهذا المطلب نرفعه إلى المسئولين القائمين على الرياضة في المملكة والذين بيدهم هذا القرار المهم والذي سيحولنا بدرجة 180 إلى طريق الانجازات المتوالية باذن الله تعالى
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 765 - السبت 09 أكتوبر 2004م الموافق 24 شعبان 1425هـ