يلاحظ المراقب للشأن الدولي وخصوصاً الأميركي وما يرافقه من إرهاصات التغيير وتحريك مياه الشرق الأوسط الراكدة وفقاً لمبتغى «العم سام» وخصوصاً ذلك المتابع لمناظرة المرشحين للرئاسة الأميركية في الانتخابات، المزمع إجراؤها في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، الرئيس الحالي الجمهوري جورج بوش ومنافسه الديمقراطي جون كيري يوم الجمعة الماضي إن المواجهة وما صحبتها من أصداء جماهيرية واسعة رجحت تفوق كفة كيري على بوش بسبب قدرته على كسر شوكة منافسه الجمهوري وتحويل موقفه إلى مدافع يشهر سلاحه على كل من يخالف إمبريالية الحرب على الإرهاب ومزاعم صلة رأس النظام العراقي السابق صدام حسين بزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن وذريعة غزو العراق في سبيل كبح وصول أسلحة الدمار الشامل لأرض وأمن واشنطن، كما أضافت المناظرة الأخيرة بين المرشحين لنائبي الرئاسة الديمقراطي جون ادواردز وخصمه ديك تشيني بعدا ورصيداً آخر في تناول وتركيز الضوء على قضايا الشرق الأوسط من العراق والإرهاب وجعلها في قمة أجندة البيت الأميركي لـ «ترتيب» بيت الشرق الأوسط.

وتأتي خطوة وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد لتزيد من سيل الحجج المختلقة التي كانت يوماً ما «حقيقة» وينقشع الظلام ويبزغ النور ويعلن رامسفيلد أمام مجلس العلاقات الخارجية بعد مرور عام ونيف على سقوط بغداد ويقول إنه لا يعلم عن وجود أدلة دامغة تربط صدام بـ «القاعدة»! لكن لم يبق لنا سوى القول... إنهم يصارعون ونحن نترقب ما جنته براقش على نفسها وما سببه جهل وضعف المواجهة في عالم يسوده حكم القوي على الضعيف، وتدار جميع أركانه عبر جحافل الجيوش والمدرعات العسكرية في رسم خطط واستراتيجية جديدة على منطقة أطلقت أميركا العنان في تسميتها «الشرق الأوسط الكبير» يمتد من أفغانستان شرقاً إلى المغرب غرباً، وهكذا بدأت مسيرة القصة إبان سلالة تمتد أباً عن جد منذ السبعينات وما أسفرت عنه الظروف آنذاك من خلق بيئة مؤاتية ومشبعة لأفكار تماشي أسطورة الغرب في اطروحاته وتخالف نظرية شعار الحرية بالدم ومسيرة الفداء