عادت الولايات المتحدة الأميركية من جديد واستخدمت أمس الأول حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار العربي المقدم إلى مجلس الأمن والذي يدعو «إسرائيل» إلى وقف اجتياحها لقطاع غزة والذي أسفر عن استشهاد ما يقارب الثمانين فلسطينيا في فترة وجيزة زمنا. وبذلك أجهضت اتخاذ أي إجراء ضد «ربيبتها».
هل كان العرب يتوقعون أن يمرر مشروع القرار من دون «فيتو» أميركي، وبذلك يستطيعون نصرة فلسطين وشعبها؟ لا أعتقد ذلك أبدا، بل أعتقد أنهم يعلمون يقينا أن «إسرائيل» لن تدان وسيستمر عدوانها في جميع الأحوال وذلك ما أثبتته مباشرة بعد إجهاض مشروع القرار. لكن ما عاد للعرب من حيلة إلا سلك طريق وحيد لطرح قضاياهم الدولية وهو طريق الأمم المتحدة مع علمهم بسيطرة أميركا على هذه «المنظمة الدولية».
فما هو الحل إذا لاسترداد البلد السليب وتخليص شعبنا في فلسطين من عذابات ما يزيد على نصف قرن؟ الجواب هو القوة، فـ «الحديد لا يفله إلا الحديد». وليس المقصود بالقوة هنا قوة السلاح فقط، بل يشمل ذلك جميع وسائل القوة التي تخلت عنها الأنظمة العربية وجمدتها طوال هذه السنين، فأصبحت في نهاية صف الأنظمة التي يمكن أن تهابها «القوة العظمى»، وتستمر في جعلها أكثر ضعفا يوما بعد يوم بينما هي تزداد قوة على حسابها.
فلتستمر المقاومة الفلسطينية الباسلة في تحرير الأرض المقدسة، فهي الأمل الوحيد القادر حاليا على تحريك الأوضاع، ولتفق الأنظمة العربية من سباتها وتلجأ من جديد للقوة حتى تعود للمقدمة
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 762 - الأربعاء 06 أكتوبر 2004م الموافق 21 شعبان 1425هـ