حَجَرٌ سَالَ منه دمي...
حَجَرٌ نَاتِئٌ
خَارِجٌ من دوائرَ مركومةٍ
في زوايا الزّمانِ. حَوَاشِيْهِ
مُبْتَلَّةٌ بِنَدَى العُشْبِ، مَحْفُوْرَةٌ
بِالمُسْتَهَلِّ من الحِبْرِ
وَالمُسْتَعَادِ من النَّايِ
إِثْرَ الشَّرَابِ
لَهُ من عيونِ الذين يَمُرُّوْنَ
ما خَبَّأَ الضَّوْءُ في الظِّلِّ
أو ما أعادَ أبو الطيبِ المُسْتَكِيْنُ إلى رَمْلَهِ
لم يَجِدْ ما أَضَاعَ
وَقُمْتُ من القَبْرِ
لَمْ تَتَهَيَّأْ لِجُرْحِيْ الوُرَيْقَةُ
جَمَّعْتُ حِبْرًا
وَأَطْفَأْتُ فيه النَّهَارَاتِ
تَمَدَّدْتُ في وردةٍ
فَارْتَعَشْتُ
تَسْتَبِدُّ بِيَ الرِّيْحُ
تَنْضَحُنِيْ بِدَمٍ وَقْتُهُ
لم يَحِنْ في كِتَابِيْ
يُعِدُّ المساكينُ أطباقَهُمْ
بَعْدَ يومٍ طويلٍ من العِشْقِ
يَزْدَرِدُوْنَ صغارَ الحَصَى
بِالتُّرَابِ
وَيَنْتَعِلُوْنَ السَّمَاءَ
يَمُدُّوْنَ أَيْدِيْهِمُ
وَيُغَنُّوْنَ
رَبَّاهُ،لم نَتَبَدَّلْ بِأَوْرَاقِنَا طَلْسَمَكْ
ولم نَسْتَعِدْ من تفاصيلِ أَوْجُهِنَا
غيرَ أُرْجُوْحَتَيْنِ
نَحَتْنَا لَكَ الوطنَ الغَضَّ فوقَ الجِدارِ
ولكنَّهُ، انكَسَرَتْ في مَلامِحِهِ الأَرْضُ
هذي الحِجَارَةُ
يَخْتَبِئُ الدَّمُ في إِبْطِهَا
فَتَسِيْلُ
وَيَنْشِجُ في جَوْفِهَا النَّصُّ
تَنْسِلُ أَوْطَانَهَا في وُرَيْقَاتِنَا
نَسِيْرُ إِلَيْهَا
ولا يَعْرِفُ الرَّمْلُ خطواتِنا
لأرجوحتَيْنِ نَسَجْنَا الشَّرَائِعَ
نَخْرُجُ مِنْ لَيْلِنَا شَبِقِيْنَ
نُصَادِقُ كُلَّ النِّسَاءِ
وَنَسْتَلُّ أَيَّامَنَا مِنْ نُهُوْدٍ
غَسَلْنَ شِفَاهَ الرِّجَالِ
نُحَاكِيْ الطَّرِيْقَ
وَنَحْكِيْ لأحجارِها عن دَيَادِبَةٍ مُتْخَمِيْنَ بِأَوْرَاقِهِمْ
ما خَرَجْنَا من النَّصِّ إلا لِنَمْكُثَ في ظِلِّهِ
أيّها الحَجَرُ المُتَبَقِّيْ لَنَا...
سنتلو عليكَ صَحِيْفَةَ أَعْمَالِنَا...
فَهَلْ تَغْفِرُ، اليومَ، أَخْطَاءَ مَنْ أَثَّثُوْا بَيْتَنَا؟!
أيها الحجرُ الهابطُ من عليائِهِ
مترفًا
ناعمًا
ناكثًا بالمصلِّيْنَ لَهُ
شاهدًا وشهيدًا
لكَ الماءُ والنّارُ
والرّيحُ
والبرقُ
والخَلْقُ
والمشيئهْ
وَلَنَا ما تَلَوْتَ عَلَيْنَا
عن أَبٍ خَاطِئٍ لم يَتُبْ من جَرِيْرَتِهِ
وَانكِسَارَاتِهِ المُسْتَدِيْرَه
حَجَرٌ هَابِطٌ لِبَنِيْهِ
وَآخَرُ مُحْدَوْدِبٌ مثل شيخٍ ضَرِيْرٍ
يُفَتِّشُ في الرَّمْلِ عن دمعةٍ حَفَرَتْ فيه
لا بَيْتُهُ وطَنٌ
والقصيدةُ ليست لَهُ سَكَنًا
وَحْدَهُ
شَاهِقٌ
كَخَطِيْئَتِهِ
بَيْتُهُ الرَّمْلُ وَالمَاءُ
أَيُّهُمَا سَيُبَاغِتُهُ في الطَّرِيْقِ إِلَيْهِ
وَأَيُّهُمَا سوفَ ينكثُ بالنَّصِّ
وَيَنْجُوْ بِهِ في المفازَةِ
نحو مَجَازِ الظَّهِيْرَة