يقع في الكثير من الأحيان اللوم على صحيفة «الوسط» من قبل بعض المسئولين والمتنفذين في أنها «تقسو» على الباطل! وهل القسوة على «الباطل» توجب اللوم أم الإشادة والثناء؟ ذلك لأن هذا الصوت الإعلامي البحريني الحر، سار منذ صدور الصحيفة في منهج واضح للعيان، وليس بدعة أن يكون ذلك المنهج هو إيصال صوت المواطن والمقيم وصوت (من لا صوت له) إلى المسئولين في مختلف المواقع.
لذلك، يصبح الأمر قاسيا حين يتعرى البعض من المسئولين وتنكشف نواقصهم وعيوبهم! وحري بهم، في هذه الحال، أن يفرحوا لأن الصحيفة أهدت اليهم عيوبهم... ليصححوا الأخطاء لا ليغضبوا، وعلى رغم الحملة تلو الأخرى، والطعنة تلو أختها، إلا أن الشرف الكبير العظيم لنا في صحيفة «الوسط» أن تكون قيادتنا الرشيدة واثقة من أدائنا ومن رسالتنا ومن حبنا لوطننا وخدمة قيادتنا وشعبنا.
لهذا، فليس هناك وسام أعلى من شهادة جلالة العاهل، في لقائه مع أهالي المحافظة الشمالية يوم أمس الأول (الثلثاء) في قصر الصافرية، حينما وصف جلالته هذه الصحيفة بأنها وسيلة من وسائل إيصال قضايا الناس إلى المسئولين، ويكفينا هذا الاعتراف فخرا، بأننا نسير في المنهج السليم الذي كانت عليه العبارة التي تزين لافتات الإعلان عن قرب صدور الصحيفة في سبتمبر/ أيلول من العام 2002، ولا تزال تلك العبارة باقية بكل قوتها ورونقها وبهائها: «كلمة طيبة في أرض طيبة»، لهذا، كان القراء قبل أسرة «الوسط» يتابعون تساقط «الطفيليين» الذين نصبوا لها العداء هكذا (من الباب للطاق ولغايات في نفس يعقوب) يتساقطون الواحد تلو الآخر.
في لقاء أهالي قرى المحافظة الشمالية ما عكس الكثير، وما يمكن أن يتمخض عنه الكثير، وخصوصا أن جلالة العاهل كان يستمع إلى الناس بسعة صدر، وكنا نسمع من بعض المسئولين والوجهاء الذين حضروا اللقاء: «عليكم أن تنقلوا ما دار للناس، فالكل يثق في صوتكم»، ولا ريب في أن مثل هذا الكلام، حينما يصدر عن كبار المسئولين، ومن شخصيات ووجهاء لهم مكانتهم الكبيرة في المجتمع، فإنهم لا يتحدثون عن صحيفة صفراء، أو جريدة نكراء، أو بيان يصدر من هنا أو هناك بغباء، ولكن يتحدثون عن صحيفة استطاعت أن تثبت قدمها بقوة لتكون جزءا من نبض البحرين اليومي، وهو أمر يستحق كل الفخر.
وبالمناسبة، ولعلني أذكر البعض، بهذه الفقرة، وهي أن شكر المسئولين بوزارة الداخلية، لا يعني أن الكاتب يخشاهم، فهم حين يجيدون العمل، نتوجه لهم بالشكر وهذا حقهم لأنهم يحملون مسئولية وطنية وأمانة، وحين يقصرون لا نتأخر عن لومهم وهذا المنهج مقبول حتى لدى معالي وزير الداخلية الذي نعرفه جيدا بأنه لا يمانع من الإشارة إلى الخطأ بالخطأ والصواب بالصواب... ومن الصواب، أن نشكر الداخلية على اعتذارها «للوسط» عن عدم إرسال خبر صادر منها بخصوص الاعتداء على آسيوي على دراجة في الديه، والذي قالت فيه بأن مجهولين من مثيري الشغب والتخريب في منطقة الديه اعتدوا بالضرب على سائق دراجة نارية آسيوي وحرقوا دراجته بالكامل»، حتى لا يتقول المتقولون على الوسط بما تمليه عليه «تطفلاتهم السيئة»، ويصدرون البيانات التي تخلو من المسئولية والمبادرة للنقاش مع الصحيفة على طاولة البحث والحوار بدلا من إصدار البيانات في السر، ثم إطلاقها في العلن.
شخصيا، كما أبلغت الكثير من الشباب الذين اتصلوا خلال الأيام الماضية بشأن موضوع (التطرف)أنني ضد أعمال العنف أيا كان سببها والمبتدئ بها، وضد استخدام العنف والقوة المفرطة ضد الأهالي، وفي الوقت ذاته ضد خفافيش الظلام الذين يحرقون ويدمرون، ويعتدون على المقيمين أو حتى على رجال الشرطة... ولا نعلم من هم؟! لكن الذي نعرفه، أنهم سواء كانوا من شباب القرى، أو من المندسين من خارجها، إنما هم بالفعل خفافيش يحبون الوضع المزري من الظلام المقيم في بعض القرى في هذه الليالي.
النتيجة المهمة هي أن «الوسط» فقأت عيون الخفاش؟
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 2379 - الأربعاء 11 مارس 2009م الموافق 14 ربيع الاول 1430هـ