العدد 761 - الثلثاء 05 أكتوبر 2004م الموافق 20 شعبان 1425هـ

خلافاً لمزاعم حكومة بوش وعلاوي: دراسة أميركية تعترف بشمولالمقاومة

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

ذكرت دراسة أميركية جديدة أن حصيلة عمليات المقاومة العراقية التي استهدفت قوات الاحتلال الأميركي وحلفائه في العراق بلغت خلال الشهر الأخير أكثر من 2300 هجوم شملت كل مركز سكاني كبير تقريبا، مستثنية من ذلك شمال العراق حيث يعيش الأكراد.

وقالت الدراسة التي استندت إلى تقارير الاستخبارات العسكرية الأميركية ومخبريها العراقيين إن الامتداد الجغرافي الشاسع الذي شملته هجمات المقاومة العراقية بدءا من محافظات نينوى إلى صلاح الدين في الشمال الغربي إلى بابل وديالي في الوسط، والبصرة في الجنوب إنما يشير إلى مقاومة أكثر انتشارا من كونها جيوبا معزولة كما يزعم كبار المسئولين الأميركيين ومسئولو الحكومة العراقية. ويقول «الخبير الأمني والاستخباري»، في شركة «مجموعة العمليات الخاصة والإدارة الاستشارية الأمنية» في لاس فيغاس التي أعدت الدراسة آدم كولينز، «إذا نظرت إلى معلومات الحوادث ووضعتها على الخريطة فهي ليست محافظات قليلة».

وأضاف أن عدد الهجمات بلغ أعلاه في شهر أبريل الماضي خلال معارك الفلوجة بمعدل 120 هجوماً كل يوم، والمعدل الآن 80 هجوماً.

ويقول مسئولون عسكريون أميركيون إن ما يقرر احتمال إجراء انتخابات في العراق في يناير/كانون الثاني المقبل ليس هو عدد الهجمات بل الأكثر أهمية هو المعادلة السياسية التي تواجه رئيس الحكومة المؤقتة إياد علاوي وقوات الاحتلال الأميركية وهي رقعة الأرض التي تسيطر عليها الحكومة المؤقتة سيطرة حازمة.

وتظهر أرقام الدراسة أنه كان هناك أقل من ألف هجوم في بغداد خلال الشهر الماضي، وقال ناطق عسكري أميركي إن رجال المقاومة أطلقوا ثلاثة آلاف قذيفة مورتر في بغداد لوحدها، ولكن الأميركيين والحكومة المؤقتة يقولون إن هذه الأرقام لا تستثني بالضرورة بغداد من الانتخابات، مشيرين إلى أن تقييماتهم المتفائلة في العراق يمكن أن تفسر بأنها إعلان عن هدف استراتيجي، وهو أن الانتخابات ستجرى على رغم الهجمات. وتهدف إلى إيجاد توازن مع استراتيجية الثوار في هجماتهم والتي تعلن بالمقابل للعراق وللعالم أن البلاد تواجه حالاً من الفوضى وأن ذلك يحول دون وصولها إلى انتخابات ديمقراطية.

ويرى خبراء أن الأرقام التي تجمعها شركات الأمن الأميركية الخاصة والتي تشمل هجمات على العراقيين المرتبطين بالاحتلال والمقاولين هي أكثر شمولاً من تلك التي تجمعها قوات الاحتلال والتي تتركز على الهجمات ضد القوات العسكرية فقط. وقد سجّلت الدراسة الأخيرة أن الهجمات التي وقعت خلال الشهر الماضي، كان منها 283 في نينوى و325 في صلاح الدين، و332 في الأنبار، و123 في ديالي و76 في بابل، و13 في واسط، ولم تكن هناك محافظة عراقية واحدة لم تحدث فيها هجمات في تلك الفترة.

وتزامن مع نشر الدراسة ازدياد التشاؤم بشأن العراق وازدياد الشكوك داخل الوكالات الأمنية والاستخبارية الحكومية، إذ يعتقد الكثير من المختصين الأمنيين أن الوضع في العراق أسوأ بكثير مما يعرب عنه كبار المسئولين الأميركيين علناً، وأن الطريق إلى النجاح في العراق صعب جدا، مؤكدين ان الثورة في العراق تعتبر أكثر عمقا وانتشاراً مما يعترف به المسئولون الأميركيون والعراقيون.

ونقلت «واشنطن بوست» عن ضابط سابق في المخابرات الأميركية «أن الأشخاص في سي آي إيه يشعرون بالحنق تجاه السياسة المتبعة في العراق لأنها عبارة عن كارثة، ولا يوجد هناك سبيل لإصلاحها». وأضاف «ان أفضل ما نستطيع أن نأمل به هو دولة شبه فاشلة تتصارع مع المقاومين وحكومات متعاقبة ضعيفة».

وقال مسئول أميركي - طلب عدم الإفصاح عن هويته - مطلع على التقارير والتحليلات الخاصة بالعراق إن «الأمور لا تتحسن بالتأكيد». فيما قال ضابط في هيئة الأركان المشتركة الأميركية خدم في العراق إنه على اتصال مع زملائه هناك عن طريق البريد الإلكتروني إذ أكدوا له أن «الوضع يزداد سوءًا وهناك الكثير من التشاؤم وأمور تحدث هناك لا يمكن تصديقها بالنسبة لي، فهناك متسللون يشنون هجمات في المنطقة الخضراء (إذ مقر قيادة الاحتلال والسفارة الأميركية والحكومة المؤقتة)، ولم تكن هذه هي الحال قبل عام»

العدد 761 - الثلثاء 05 أكتوبر 2004م الموافق 20 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً