العدد 761 - الثلثاء 05 أكتوبر 2004م الموافق 20 شعبان 1425هـ

المياه والنفط... وبينهما العرب!!! النفط (2/2)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ركزنا في الحلقة الماضية على المياه العربية ومشكلاتها، ونشير في حديث اليوم إلى النفط وانعكاساته. فما أن ارتفعت أسعار النفط حتى هبت علينا أجهزة الإعلام، ومن بينها الصديقة، لتنصح او لتهدد العرب بضرورة التعقل والتبصر لكي لا يرتكبوا «حماقة» تفقدهم تعاطف العالم معهم في قضاياهم المصيرية!!! ولم نسمع مثل هذه الدعوات ومن الجهات نفسها لأطراف متحكمة في مصير المياه العربية مثل «إسرائيل» التي لاتزال - دون أن تفقد تعاطف واشنطن على سبيل المثال - لا تغير من سياستها المائية تجاه بعض الدول العربية المجاورة لها.

ترافق ارتفاع أسعار النفط مع ظاهرتين لهما انعكاس مباشر على الاقتصاد العربي وخصوصا تلك الدول التي ترتبط أسعار عملاتها بالدولار الأميركي.

الأولى هبوط في سعر الدولار مقارنة مع أسعار عملات دولية أخرى مثل اليورو، وهذا يعني أن الدول العربية التي استفادت من ارتفاع أسعار النفط ستفقد من قيمة مداخيلها عند تعاملها في أسواق تلك العملات غير الدولارية.

الثانية، وكما نبه إليها الخبير الاقتصادي السعودي حسان بوحليقة، حين أشار إلى أن «ارتفاع سعر برميل النفط إلى أكثر من خمسين دولارا للبرميل ينذر في حال تواصله بعدم استقرار وستكون له آثار سلبية على الاقتصاد العالمي، ما سيؤدي إلى ارتفاع مستويات التضخم، وأن ذلك سيكون له آثاره على اقتصاد المنطقة».

صحيح ان عائدات النفط ستتضاعف، وحقيقة أيضا أن عائدات دول مجلس التعاون قد تصل هذه السنة إلى ما يربو على 300 بليون دولار، لكن صحيح أيضا أن نسبة منها ستتبخر بشكل مضاعف من جراء، انخفاض سعر الدولار أولا، وارتفاع معدلات التضخم ثانيا.

من النوادر التي تحضرنا ونحن نتحدث عن النفط والمياه، أنه في السابق كان البعض يتندر بالقول، لديهم في الخليج مشكلة، فهم كلما حفروا بئرا للبحث عن الماء إنفجر في وجههم بئرا نفطيا.

اليوم وبعد مرور أكثر من خمسين عاما على تفجر النفط في منطقة الخليج كأننا ما زلنا نراوح عند الموقع ذاته: من جهة تحتضن أراضينا كميات ضخمة من النفط لكن سيطرتنا عليها محدودة ونسبة عالية من الدخول المتأتية من ورائها تمتصها تقلبات السوق من جهة وأرباح شركات الاحتكار النفطية من جهة ثانية.

على صعيد آخر مازلنا، بغض النظر عن كميات المياه التي نحتاج لاستخدامها في مرافق الحياة المختلفة: زراعة، صناعة وشرب، لم نستطع كعرب أن نؤمن، وعلى نحو استراتيجي ومستقبلي احتياجاتنا من تلك المادة الحيوية.

لذلك، ومن منظار استراتيجي متكامل علينا نحن العرب أن ننظر إلى أوجه صرفنا لعائدات النفط من زاوية استراتيجية وأن ننظر أيضا لتأمين احتياجاتنا من المياه بشكل استراتيجي.

ومرة أخرى نستعيد القول و كأنما كتب علينا نحن العرب أن نعاني من نقمة المياه ونعمة النفط في آن

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 761 - الثلثاء 05 أكتوبر 2004م الموافق 20 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً