عاش العراق نهارا دمويا آخر أمس إذ لقي أكثر من 37 شخصا مصرعهم وجرح أكثر من مئة آخرين في أربعة انفجارات بسيارات مفخخة شهدتها بغداد والموصل. وهدد تحالف لعشر مجموعات مسلحة بمهاجمة البنية التحتية إذا لم توقف قوات الاحتلال اجتياح المدن خلال خمسة أيام في حين تواصلت العلميات في سامراء وأغار الطيران الأميركى على الفلوجة مما أسفر عن مقتل 11 شخصا وإصابة 14 آخرين. ويأتي هذا في وقت لوحت فيه هيئة العلماء المسلمين بإعلان «الجهاد الأكبر» ضد الاحتلال. في غضون ذلك قال الجيش الأميركي إن جنديين قتلا بالرصاص في بغداد أمس الأول ونجا رئيس مجلس الحلة من محاولة اغتيال نفذها مسلحون خلال مغادرته لعمله مساء أمس. كما ذكرت الشرطة أنها عثرت على جثة عراقي يعمل مع الأميركيين مذبوح على الطريق ما بين الحويجة والشرقاط غرب كركوك. إلى ذلك أفرج عن الرهينتين الاندونيسيتين وسلمتا إلى سفارة الأمارات، وفي المقابل قتل تركي وإيطالي من اصل عراقي.
بغداد، عمان، عواصم - عصام العامري، حسين دعسة، وكالات
وقعت سلسلة من التفجيرات في بغداد والموصل أمس ما أسفر عن مقتل 37 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من مئة، في وقت واصلت القوات الأميركية عملياتها ضد المدن المتمردة وشنت غارات على الفلوجة. في حين هددت عشر جماعات مسلحة بتفجير البنية التحتية إذا لم تنسحب القوات الأميركية من تلك المدن خلال مهلة محددة.
وانفجرت سيارة ملغومة غرب بغداد قرب أحد مداخل المنطقة الخضراء وبالقرب من مركز للتجنيد بالحرس الوطني وقال أطباء وشهود انه أسفر عن مقتل 15 على الأقل وإصابة 84. وقال متحدث عسكري أميركي انه لم تقع أية إصابات بين القوات الأميركية خلال الهجوم.
وانفجرت قنبلة ثانية بعد نحو الساعة في الوقت الذي كانت تمر فيه قافلة عسكرية أميركية بشارع سعدون في بغداد ودمر الانفجار عدة سيارات وحطم واجهات العشرات من المتاجر وأدى إلى تناثر الحطام في الشارع. وقالت وزارة الداخلية أن أربعة على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من عشرة.
وقال أحد المارة بينما كان يتصاعد دخان كثيف وراءه وتحلق طائرات مروحية أميركية: «رأيت رأسا في مكان وساقا في مكان آخر. كان هذا تفجيرا انتحاريا». وقال الجيش الأميركي انه لم يتكبد أي قتلى أو جرحى. وفي هجوم ثالث قالت الشرطة ان سيارة ملغومة انفجرت أمام مدرسة ابتدائية في الموصل ما أسفر عن مقتل سبعة بينهم طفلان وإصابة 11 آخرين.
وقال ضابط بالجيش الأميركي ان السيارة التي كان بداخلها رجلان ربما انفجرت في توقيت غير مرغوب فيه نظرا إلى عدم وجود أهداف واضحة في المنطقة وهي حي هادىء جنوب المدينة. وفي الهجوم الأول ببغداد قال شهود ان سيارة أسرعت باتجاه أحد مداخل المنطقة الخضراء ولكنها انفجرت قبل الوصول إلى البوابة وسط مدنيين كانوا حول مركز التجنيد. كما أعلن الجيش الأميركي في وقت لاحق أن احد عناصره أصيب بجروح في انفجار سيارة مفخخة ثانية أثناء مرور قافلة عسكرية في الموصل.
في غضون ذلك استمرت العمليات التي تهدف إلى استعادة السيطرة على سامراء التي اجتاحتها القوات الأميركية والعراقية الجمعة الماضي. وحاول سكان دفن قتلاهم أمس بعد تعذر الوصول إلى المقابر الأحد.
وأعلن ضابط أميركي أمس أن القوات العراقية اعتقلت 24 عربيا، من تونس، مصر والسودان، كانوا يقاتلون إلى جانب المسلحين في سامراء وكشف وزير الدفاع حازم الشعلان أن الحكومة سلمت هؤلاء إلى قوات التحالف للتحقيق معهم. وقال وزير الداخلية فلاح النقيب انه لا يعتقد سقوط أي قتلى بين المدنيين خلال الهجوم وهو تصريح أثار رد فعل غاضبا من قبل بعض السكان. وقال الجيش الأميركي انه حاول تجنب سقوط قتلى بين المدنيين.
وفي الإطار ذاته حمل الحزب الإسلامي الحكومة مسئولية ما يحدث في سامراء متهما القوات الأميركية بالعمل على تصعيد الموقف من أجل اعتماد الحل العسكري بديلا عن الحلول السلمية في حل الأزمات.
وقصفت طائرات أميركية أمس مناطق في الفلوجة لليوم الثالث على التوالي واستهدفت مخابىء مشتبها فيها للزرقاوي وأتباعه. وذكر أطباء أن 11 على الأقل قتلوا وأصيب 14 خلال هجمات جوية وأضافوا أن بعضهم من المدنيين. وقال الجيش الأميركي انه هاجم مبنى تستخدمه الجماعة في تخزين الأسلحة.
في غضون ذلك حذر تحالف من عشر جماعات مناهضة للاحتلال الحكومة العراقية من أنه سيستهدف البنية التحتية في البلاد إذا واصلت القوات الأميركية عدوانها على المدن العراقية. وفي بيان حصلت عليه «الوسط» في عمان قال التحالف الجديد الذي حمل اسم «القيادة الموحدة للمجاهدين» إن أعضاءه سيستهدفون أنابيب النفط والسكك الحديد في جميع أنحاء البلاد وخصوصاً القريبة من الحدود مع الأردن، تركيا وسورية.
ومنح البيان القوات الأميركية حتى التاسع من الشهر الجاري للاستجابة لمطالبه المتعلقة بانسحاب القوات الأميركية من المدن وخصوصاً سامراء والفلوجة. وحمل الحكومة مسئولية العواقب الناجمة عن عدم استجابة الأميركيين لهذه المطالب».
وفي حادثين آخرين اغتيل مسئول رفيع بوزارة العلوم والتكنولوجيا أثناء توجهه إلى مقر عمله في بغداد كما قتل مدير شرطة بلدروز (أحد معاقل المسلحين شمالي بغداد). من جهة أخرى، قتل فتى بينما كان في طريقه إلى المدرسة وأصيب سبعة آخرون عندما سقطت قذائف هاون على منطقة سكنية في بعقوبة.
إلى ذلك، قال ضابط شرطة ان القوات الأميركية أطلقت النار على شخصين كانا يحاولان زرع عبوة ناسفة على أحد الطرق العامة قرب المقدادية ما أدى إلى إصابتهما بجروح نقلا على إثرها إلى المستشفى لكن «احد الجريحين تمكن من الفرار».
مقتل جنديين أميركيين في بغداد
وفي محافظة الانبار، قتل شخصان وأصيب ستة آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة قرب الرمادي. وأعلن الجيش الأميركي في بيان أن جنديين قتلا في هجوم بأسلحة خفيفة عند حاجز في بغداد الأحد.
إلى ذلك قال المرجع الديني علي السيستاني أمس انه متخوف من تأجيل الانتخابات أو العبث بها. وأوضح المتحدث الرسمي باسمه أن «مصلحة العراق والعراقيين هي فوق كل الاعتبارات وان المرجعية لن تتهاون في هذا الأمر». كما ألمح الزعيم الديني مقتدى الصدر مجددا إلى انه قد لا يشارك في الانتخابات واصفا إياها بأنها انتخابات «أميركية وليست عراقية». وقررت الحكومة تشكيل هيئة لإزالة آثار البعث من المجتمع، تهدف إلى إزالة الفكر البعثي من المناهج والسياسة الخارجية والداخلية والاقتصادية. وأصدرت السلطات القضائية مذكرة اعتقال بحق القيادي السابق في حزب المؤتمر الوطني مثال الألوسى بتهمة الاتصال بدول معادية.
وفي ملف الرهائن أكدت الخارجية الإيطالية الاثنين نبأ مقتل المقاول الإيطالي من اصل عراقي مقيم في ايطاليا منذ أكثر من عشرين سنة بحسب ما أعلن شقيق الضحية. وفي وقت سابق أعلنت جماعة في بغداد أنها اعتقلت وأعدمت «جاسوسين أحدهما تركي والآخر عراقي إيطالي».
الإفراج عن الرهينتين الاندونيسيتين
في الوقت ذاته ذكرت قناة «أبوظبي» أن خاطفي الاندونيسيتين أفرجوا عنهما وسلموهما إلى سفارة الامارات. وذكرت مصادر وثيقة الصلة بالجماعات لـ «الوسط» أن ثمة تطورات باتت يشهدها ملف البريطاني كينيث بيغلي بما يرجح إمكان حدوث صفقة من أجل إطلاقه.
بغداد، لندن - الوسط، د ب أ
قالت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية أمس نقلا عن مصادر استخباراتية أميركية إن «أبومصعب الزرقاوي» هو مجرد أكذوبة. وأشارت المصادر إلى أن شخصية الزرقاوي مختلقة بهدف إيجاد «شخصية شريرة» للاستهلاك المحلي في الولايات المتحدة. وقال مراسل الصحيفة في العراق إن المصادر تحدثت عن «محاولات للترقيع والتزويق لكي يسمع الأميركيون ما يحبون سماعه». وقال أحد العملاء الأميركيين «كنا ندفع تقريبا 10 آلاف دولار في كل مرة لقناصي الفرص والمجرمين الذين يمررون القصص الخيالية والافتراضات بشأن الزرقاوي لتحويله إلى حقيقة واقعة، وجعله على علاقة بكل هجوم يحدث في العراق.
كما تحدثت تقارير استخبارية عراقية عن وجود دعم إيراني لنشاطات الزرقاوي، وقالت إنه ومجموعة من أعوانه يترددون على طهران بين الحين والآخر، وانه وقت الهجوم الأميركي على الفلوجة في أبريل/ نيسان الماضي انتقل إلى إيران
العدد 760 - الإثنين 04 أكتوبر 2004م الموافق 19 شعبان 1425هـ