قبيل انعقاد مجلس الأمن لمناقشة العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لليوم السادس على التوالي، وصف رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع أمس الوضع بأنه «حرب ابادة حقيقية» وانتقد المجتمع الدولي الذي لم تصدر منه كلمة قوية تردع هذا العدوان. وفي شمال القطاع قال قائد عدوان «أيام التوبة» ايال آيزنبرغ، إن العمليات ستستمر حتى يتوقف إطلاق صواريخ «القسام» التي استهدفت مرة أخرى مدينة «سديروت»، وأدت إلى إصابة مستوطنة بجروح طفيفة، من دون أن تكتشفها أنظمة الإنذار الإسرائيلية. وكانت مصادر سياسية قالت ان «إسرائيل» تعمل على تطوير صاروخ لاعتراض «القسام». واستشهد أمس ثمانية فلسطينيين بنيران قوات الاحتلال وعبرت منظمة «أطباء لحقوق الإنسان» عن قلقها العميق من تدهور الأوضاع الصحية في شمال غزة.
الأراضي المحتلة، عمَّان - محمد أبوفياض، حسين دعسة، وكالات
كشفت مصادر إسرائيلية أن رئيس جهاز الشاباك، افي ديختر زار مصر سرا الأسبوع الماضي، وأكدت «إسرائيل» أن أجهزة الإنذار بإطلاق صواريخ «القسام» تعمل من جديد على رغم استمرار «القسام»، وطلبت مئة عائلة من مستوطنات قطاع غزة الانتقال إلى أشكلون، في وقت قال فيه قائد عملية «أيام التوبة» الإسرائيلية في شمال قطاع غزة إن العدوان على الفلسطينيين غير محدد بزمن، وقتلت قواته ثمانية فلسطينيين.
وكشفت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية أن ديختر، قام الأسبوع الماضي بزيارة سرية إلى مصر وبحث مع مسئولين مصريين في القاهرة زيادة التعاون بين «إسرائيل» ومصر لمنع تهريب الأسلحة وتسلل «إرهابيين» من مصر إلى «إسرائيل» والى غزة ووجود تحذيرات بشأن نية «تنظيمات إرهابية» تنفيذ هجمات ضد سياح إسرائيليين في سيناء.
وقالت الصحيفة إن ديختر التقى مع رئيس المخابرات المصرية، عمر سليمان ومع شخصيات أمنية مصرية وان زيارة ديختر تمثل تغيرا في السياسة المصرية تجاه قضية تهريب الأسلحة. ويبدو أن المصريين يحاولون، لأول مرة، مواجهة هذه الظاهرة لكن الصحيفة نقلت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، ارييل شارون، قوله إن النشاط المصري ما زال غير كاف، وطالب ديختر بتمرير رسالة إلى المصريين وفق هذا التوجه.
وتابعت الصحيفة انه في موازاة ذلك أجرت مصر و«إسرائيل»، خلال الأسابيع الأخيرة اتصالات بشأن خطة «فك الارتباط» وانه من المتوقع أن يزور سليمان ووزير الخارجية المصري، احمد أبوالغيط، «إسرائيل» في الأيام المقبلة لمواصلة الاتصالات.
وفي موضوع آخر يعمل رئيس المفدال آفي إيتام، على إقامة كتلة سياسية موحدة جديدة على يمين الليكود، وذلك من أجل وقف العمل بـ «فك الارتباط»، وقام في الآونة الأخيرة بإجراء سلسلة لقاءات مع عناصر من اليمين، بما في ذلك أعضاء كنيست من الليكود، لتنفيذ مبادرته في إقامة كتلة تضم «المفدال» و«التكتل القومي» وعناصر من الليكود.
وأشار إيتام إلى تعدد الاحتمالات أمامه، بما في ذلك احتمال خروجه من «المفدال» في حال رفض الحزب الاستقالة من الحكومة، والعمل السياسي في إطار آخر. ويتوقع إيتام وقوع هزة أرضية سياسية في المستقبل القريب، وأن حكومة شارون ستسقط قريبا، في حين سيتمكن، في الانتخابات القادمة، من الحصول على قوة سياسية تتألف من «التكتل القومي» و«المفدال» وأقسام من الليكود، وهذه القوة تؤمن أن «إسرائيل» قادرة على هزيمة الإرهاب ولن تخضع له.
وبين إيتام أنه مع افتتاح الكنيست يوم الاثنين المقبل يكون هدفه المركزي إخراج حزب «المفدال» من الحكومة، كخطوة أولى على طريق إسقاط هذه الحكومة.
استمرار «القسَّام»
وميدانيا استمرت اليوم عمليات إطلاق الصواريخ التي استهدفت مرة أخرى مدينة «سديروت»، ما أدى إلى إصابة امرأة بجروح طفيفة، وسقط أحد الصاروخين في المنطقة الصناعية «شاعر هنيغف»، والآخر على كلية «سابير» المحاذية.
وكانت مصادر إسرائيلية ذكرت أن قيادة الجبهة الداخلية أبلغت رئيس بلدية «سديروت»، إيلي مويال، أنه تم فحص أجهزة الإنذار المبكر لصواريخ «القسَّام»، وتبين أنها صالحة وتعمل كما يجب وبالإمكان تشغيلها.
وصرحت عناصر أمنية إسرائيلية أنه في ظل تهديدات «حماس»، تدرس إمكانية تشغيل هذه المنظومة في مناطق قريبة من «سديروت» وتشغيل صفارات الإنذار في مستوطنات أخرى وعلى رغم ذلك فإنهم في «سديروت» لم يسارعوا إلى تشغيل هذه المنظومة وذلك بسبب فشلها سابقا.
وقال رئيس البلدية مويال، إن تشغيل صفارات الإنذار من شأنه أن يزيد من رعب السكان، ويخشى أن تنطلق صفارات الإنذار في حال عدم إطلاق صواريخ.
وأكدت مصادر سياسية أن «إسرائيل» تعمل على تطوير صاروخ لاعتراض صواريخ «القسَّام».
إلى ذلك ذكرت مصادر إسرائيلية أن قرابة مئة عائلة يهودية من مستوطنات غزة طلبت الانتقال إلى مدينة أشكلون، وأنه يجري بناء حي جديد لهذه العائلات في المدينة.
«أيام التوبة» ستستمر
وفي شمال القطاع قال قائد عدوان «أيام التوبة» ايال آيزنبرغ، إن العمليات العسكرية ستستمر من دون تحديد زمني، حتى يتوقف إطلاق صواريخ «القسَّام».
من جهة أخرى نقلت الإذاعة عن مصادر في الجيش قولها إنه تم تحقيق غالبية أهداف حملة «أيام التوبة» وان بين الأهداف التي تم تحقيقها قتل عشرات المسلحين وخلايا مطلقي الصواريخ.
إلى ذلك استشهد شاب فلسطيني حينما أطلقت دبابة إسرائيلية النار عليه وهو داخل منزله في مخيم جباليا.واستشهدت فتاة في الرابعة عشرة من عمرها عندما أطلقت قوات الاحتلال النار باتجاه منزلها بينما كانت تساعد والدتها.
وفي جنوب غزة، قال مصدر إن طفلا في الرابعة من عمره استشهد في بلدة خزاعة عندما أطلق قناص إسرائيلي النار عليه من موقع عسكري عند الحدود الشرقية للقطاع.
وكان استشهد خمسة فلسطينيين فجرا حينما أطلقت دبابة إسرائيلية ثلاث قذائف مسمارية على الأقل تجاه مجموعة من المقاومين الفلسطينيين الذين كانوا يوجدون في إحدى البيارات شرق بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
رفح - رويترز
قال مسئول حدودي مصري إن السلطات الإسرائيلية أغلقت أمس معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر إلى أجل غير مسمى.
وقال المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه «(إسرائيل) أخطرتنا بإغلاق المعبر أمام حركتي عبور الأفراد والشاحنات لدواع أمنية لم تحددها. كما أن قرار الإغلاق لم يحدد موقف المرضى وكبار السن والدبلوماسيين». وأضاف أن هناك أكثر من 500 فلسطيني، محتجزين الآن أمام المعبر من الجانب المصري، وعادت الحافلات التي تقوم بنقلهم بين الجانبين المصري والفلسطيني بكامل الركاب بعد رفض السلطات الإسرائيلية عبور أحد
العدد 760 - الإثنين 04 أكتوبر 2004م الموافق 19 شعبان 1425هـ