قدم نائب رئيس المجلس البلدي في محافظة المحرق مبارك الجنيد، وعضو المجلس سمير خادم استقالتيهما، بعد موافقة المجلس على إنشاء مسلخ مؤقت للقصابين في الحد. وأصر رئيس المجلس البلدي محمد الوزان، على عدم الموافقة على استقالة الجنيد وإرجاعها إليه ومناقشتها اليوم، فيما رفض خادم استرجاع استقالته وأصر على قراره.
واعتبر أعضاء بلديون أن إرجاع الاستقالة يعد مخالفة صريحة للقانون. ورفض خمسة أعضاء قرار إنشاء المسلخ في الحد، إلا أن الوزان رجّح كفة المؤيدين عندما ضم صوته إليهم.
في السياق نفسه، اعتصم قصابو المحرق وأصحاب الزرائب مصطحبين معهم الأغنام والأبقار والجمال أمام المجلس البلدي أمس، وسدت الماشية مدخل المجلس الذي تحول إلى موضع لمخلفات المواشي.
يذكر أنها المرة الأولى التي يُقدِم فيها أعضاء من المجالس البلدية على تقديم استقالة مكتوبة. وحسب القوانين، فإن صلاحيات الأعضاء البلديين تكون غير سارية المفعول من حين تقديم الاستقالة المكتوبة.
المحرق - عبدالله الملا
اعتصم قصابو المحرق وأصحاب الزرائب صباح أمس أمام المجلس البلدي في محافظة المحرق. وفي «بدعة» جديدة، اصطحب المعتصمون مواشيهم لتشاركهم في الاحتجاج على تأخير إقامة المسلخ المؤقت الذي أمر سمو رئيس الوزراء بتجهيزه في شهر رمضان المبارك.
وسد أحد الجمال مدخل البوابة الرئيسية، وتربع على عتباته، فيما امتزجت أصوات الأغنام والأبقار لتضفي جوا لم يعهد أعضاء المجلس البلدي في المحرق على سماعه في مجلسهم من قبل، وامتلأت أرضية المدخل بمخلفات الأغنام والجمال.
وصوّت المجلس على إنشاء المسلخ المؤقت في جلسته غير الاعتيادية صباح أمس، بناء على توجيهات سمو رئيس الوزراء. واعترض خمسة من الأعضاء على إقامة المسلخ في الحد، إلا أن رئيس المجلس رجح كفة الموافقين بانضمامه إليهم. واحتجاجا على تمرير المجلس هذا القرار، قدم كل من نائب رئيس المجلس مبارك الجنيد وعضو المجلس سيمر خادم استقالتهما. وأصر الرئيس على إرجاع الاستقالة ومناقشتها اليوم، الأمر الذي اعتبره بعض الأعضاء مخالفة صريحة للقوانين.
وأصر القصابون أن تنقل «الوسط» أصواتهم، مؤكدين أن سمو ولي العهد أعطاهم أرضاً في منطقة الحوض الجاف، وقال أحمد القصاب: «لقد اجتمعت مع رئيس بلدي العاصمة مرتضى بدر بهذا الشأن، وأوراق المخطط جاهزة، إلا أن بعض الأعضاء عملوا شوشرة في منطقة الحد، وقلبوا رأي الناس». وطالب المعتصمون بنقل الحظائر والزرائب إلى منطقة الحوض الجاف، وإنشاء المسلخ المركزي كما أوصت لجنة الإعمار، وإنشاء المسلخ المؤقت كما أمر سمو رئيس الوزراء.
وترأس رئيس المجلس محمد الوزان اجتماعا استمع فيه إلى أهالي الحد والقصابين وأصحاب الزرائب. وأكد الوزان أن المجلس لا يقصد إيذاء أي طرف، وبالنسبة إلى الزرائب، فقد اتخذ المجلس قراراً بإزالتها سابقا، وعلى الجهاز التنفيذي البت في هذا الموضوع.
وقال أحد أصحاب الزرائب علي عبدالله: «لقد خرج المجلس بقرار لإزالة الزرائب، ونحن لا نعارض هذا القرار ونحترمه، ولكن أين البديل عن الزرائب الحالية؟ لقد جئتم لنا بمقترح متكامل، وأعطيتمونا كلاماً جميلاً، وبعد ذلك انقلبتم علينا». وأشار إلى أن جميع دول مجلس التعاون بها سوق مخازن كبرى، ونحن جزء من هذا الوطن، ولنا حقوقنا والحل الذي خرج به المجلس يعني قطع الأرزاق على فئة كبيرة من الناس، على رغم أن سمو ولي العهد أصدر قراراً بإيجاد بديل قبل إزالة الزرائب، موضحاً أن أصحاب الزرائب لن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يشاهدون أرزاقهم تزال.
وعلق الوزان «ان المنطقة التي تستقر فيها الزرائب حالياً غير مخصصة إلى الزرائب، وجميع ملاك الزرائب في هذه المنطقة من غير تراخيص قانونية. كما أن الأهالي مستاؤون من وجود هذه الزرائب في مناطقهم، كما أن هناك مشروعاً إسكانياً من المزمع إقامته في هذه المنطقة، ووجود الزرائب يعوق هذا المشروع».
وبيّن أحمد القصاب أن المسلخ المقترح يبعد عن المناطق السكنية 1300 متر. وأوضح الوزان أنه سبق أن عرض المشروع على أهالي الحد في ندوة نادي الساحل ورفض الأهالي الفكرة. وكان هذا المشروع مناسباً جداً في السابق، إلا أنه وفقاً للخطط الإسكانية، فإن هذا الموقع سيكون قريباً إلى البيوت.
وبالنسبة إلى المسلخ المؤقت قال الوزان: «هناك موقع مناسب جداً لإقامة هذا المسلخ، ولكن الموقع ملك لأحد الخليجيين، ونحن نتوقع أن يصلنا الرد قريباً، وحالما يصلنا الرد بالإيجاب فإننا سنشرع في إنشاء المسلخ، إلا أننا لا نملك الوقت الكافي، ولذلك نحن أمام خيار واحد حالياً، ولابد من إيجاد حل قبل قدوم شهر رمضان».
وتحدث بالنيابة عن أهالي الحد أحمد زمان، موضحاً أن «الأهالي لا يعارضون إقامة مسلخ يخدم القصابين والأهالي، ولكن المنطقة غير مؤهلة صحياً، ونحن نعاني من مخلفات فوهات المصانع، وهناك الكثير من الأهالي مصابون بأمراض خطيرة نتيجة للسموم التي تقذفها المصانع، ولذلك فإن وجود مسلخ يعني تلوث اللحوم وتضرر المواشي بالمواد الكبريتية المسببة للأمراض السرطانية». وأيد الجنيد زمان، مشيراً إلى الأخطار التي من الممكن أن تنجم عن وجود المسلخ في المنطقة.
وارتفعت درجة حرارة اللقاء عندما تحدث ممثل عن أهالي المحرق، منتقداً مقترح خادم لإقامة مسلخ في منطقة «الكراج» الذي يبعد أقل من 100 متر عن البيوت. وأضح خادم أنه أراد بهذا المقترح تحسيس الأهالي بخطورة الوضع الذي يعيشه أهالي الحد. واعتذر خادم لأهالي المحرق وتراجع عن مقترحه.
واجتمع الأعضاء بعد ذلك لمناقشة مسألة المسلخ، وقال عضو المجلس صلاح الجودر: «لقد مر عام واحد ونحن نتداول هذه المشكلة، وإذا فشل المجلس في حل هذه المشكلة فإنه سيكون عاجزا عن فعل أي شيء... حلوا أزمة البقر والمواشي التي اعتصمت اليوم قبل أن تغزونا القطط!».
ونوه الجنيد إلى أن «الشعب هو مصدر السلطات، وأهالي الحد هم أصحاب القرار، ولا يمكن لنا أن نتخذ قراراً بعيداً عنهم، لذلك من الضروري أخذ آراء الناس في هذه المسألة المهمة».
وبعد أن أدلى كل عضو بدلوه في الموضوع، طرح على مائدة التصويت، وغادر الجنيد وخادم وأحد المرافقين القاعة بعد موافقة المجلس على إنشاء المسلخ المؤقت في الحد. وعاد الجنيد حاملاً ورقة الاستقالة وهرول مسرعاً من القاعة على رغم طلب الوزان التريث وعدم الاستعجال.
وأرجع الوزان الاستقالة إلى الجنيد، إلا أن خادم رفض استرجاعها وأصر على الاستقالة من المجلس. وتشير الأخبار إلى أن عادل بوعلي سيخلف نائب الرئيس الجنيد، فيما سيخلف عبدالعزيز الأحمد سمير خادم في حال أصر العضوان على الاستقالة.
وفي اجتماع جانبي، أكد النائب عادل المعاودة الذي حضر اجتماع الأمس، أن على العضوين التريث وعدم الاستعجال، والأخذ بالدلائل التي سيقدمها المختصون، وإذا كان هناك أي إشكال من وجود المسلخ فمن حقهما اتخاذ أي قرار، ولكن إذا كان الموقع متفقاً عليه من قبل وزارة الصحة، والبيئة والبلدية فلابد من التعجيل في تنفيذه.
يذكر أنها المرة الأولى التي يقدم فيها أعضاء من المجالس البلدية استقالة مكتوبة، إذ هدد البعض بالاستقالة سابقاً. وبحسب القوانين فإن صلاحيات العضوين المستقيلين من البلدية تكون غير سارية المفعول.
وحصل المجلس في وقت متأخر مساء أمس على موافقة الخليجي الذي يمتلك موقعا مناسبا للمسلخ لاستخدامه بشكل مؤقت خلال شهر رمضان وسيبحث المجلس التطورات صباح اليوم في جلسة عاجلة.
من جانب اخر نفى الشيخ عبداللطيف المحمود موافقته على انشاء مسلخ في مدينة الحد، وقال المحمود: «لقد نما إلى علمي أن المجلس البلدي لمحافظة المحرق ناقش أمس (السبت) موضوع إنشاء مسلخ في مدينة الحد وقد ورد اسمي بأني موافق على إنشاء هذا المسلخ في مدينة الحد. وهذا الأمر مخالف للحقيقة، فقد اتصل بي هاتفياً رئيس المجلس البلدي محمد الوزان ليعرف وجهة نظري وأخبرني أن هذا المسلخ سيكون مؤقتاً لشهر رمضان فقط، وأخبرته بمعارضتي إنشاءه بالمنطقة المعنية وذلك لقربه من مصدر سحب المياه لمحطة توليد وتحلية المياه بالحد ولوجود التلوث في هذه المنطقة».
وأضاف المحمود: «إذا كان إنشاء المسلخ مؤقتاً فالذي أراه عدم إنشاء هذا المسلخ وأن أهل المحرق سيصبرون هذا الشهر لحين إتمام الدراسات لهذا الموضوع، ولذلك أنفي نفياً قاطعاً ما ورد من المجلس البلدي بأني وافقت رئيس المجلس على إنشاء المسلخ في هذه المنطقة»
العدد 758 - السبت 02 أكتوبر 2004م الموافق 17 شعبان 1425هـ