حال الرجوع إلى القرآن الكريم للبحث فيه فإنك واجدٌ فيه قولاً للباري عز وجل يدحض الإيمان عند المتأسلمين - لا المسلمين - بأهمية الاختلاف المبني على الصراع فيما لا أهمية له في العبادات ولا في التشريع. صراع هو أشبه بصراع الديكة منه بصراع أفكار الإنسان. فلنبدأ بما أورد «السيوطي» عن القاضي بن العربي أنه ذكر في «قانون التأويل» أن علوم القرآن خمسون علماً واربعمئة علم وسبعة آلاف علم وسبعون ألف علم على عدد كلم القرآن مضروبة في أربعة، إذ لكل كلمة ظهر وبطن وحد ومطلع. ونقل عن الغزالي أيضاً أن من العلوم ما استأثر الله به ولم يطلع أحداً عليه، ومنها ما يعرفه الملائكة دون البشر، ومنها ما يعرفه الانبياء دون من عداهم، ومنها ما تصورته الأذهان ولم يدون في الكتاب، ومنها ما دوّن ثم ضاعت كتبها وانطمست آثارها وانقطعت اخبارها» (طبقات المحدثين 1 ص 44).
بهذا نود أن نبرهن على أن كل العقول الأسلامية لو اجتمعت على تأويل الكتاب الكريم لم ولن تستطيع تأويله؛ «القرآن الكريم» كتاب المسلمين وكتاب الناس كافة: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ» (سبأ، 28) في صلب الموضع نفسه الذي نبحث فيه يورد في نصه الشريف كثيراً من الأمثلة الدالة على أن الطوائف جاءت بعد أن كان الناس «أمة واحدة»، أي جاءت بعد أن أتى الرسل بفكر جديد يرتقي بالبشرية إلى مرتبة من مراتب الرقي، يكون فيها الإنسان إنساناً حقاً وحقيقة؛ وهي مشيئته أن يكون الاختلاف عنصراً من عناصر الإسلام والإنسانية، هنا بعض الأمثلة: «كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الَحقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ» (البقرة، 213) و«يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً» (النساء، 1) و «وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ» (يونس، 19)، و«وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ» (هود، 118) و «وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» (النحل، 93) و «مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ» (لقمان، 28) و «وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ» (الشورى، 8).
ثلاثون كذاباً
ويورد ذلك الكتاب العظيم أن الاختلاف بين الناس من صنع الحكام الذين يحكمونهم بالحديد والنار، هنا المثال: «إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ المفْسِدِينَ» (القصص، 4). ليس هذا فحسب بل إن أحاديث النبي العظيم محمد تشير إلى الشيء ذاته، إذ حذّر الأمة من الاختلاف المبني على المصالح المادية لا على السعي إلى تطوير الإسلام ليناسب كل عصر من العصور، فالرسول العظيم يحذر: «إن أكثر ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين» الذين يشوهون الإسلام ويحيدون به عن طريقه القويم الذي يرتقي بإنسانية الإنسان في كل مجال من مجالات الحياة. وإلى ذلك فالرسول يشير أيضاً إلى أنه لن تخلو الساحة من العقلاء الذين يهدون الأمة إلى الخير: «ولن تزال طائفة من أمتي على الحق لن يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى» (تاريخ واسط ج 1 ص 118). وفي الحديث «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على من ناوأهم أي ناهضهم وعاداهم». (لسان العرب ج1 ص 178). وجاء في الأثر أيضاً: «قال رسول (ص) إن الله تعالى زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها وأعطيت كنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي عز وجل لأمتي ألا يهلكهم بسنة عامة ولا يسلط عليهم عدواً من سواهم فيستبيح بيضتهم وان ربي عز وجل قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يسبي بعضاً ويملك بعضاً وحتى يكون بعضهم يفني بعضاً، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان، وأنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبيهم، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي. ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله». (حلية الأولياء، ج 2 ص 289). مدعو النبوة لا مكان لهم اليوم في عالم يزخر بالمعلومات ويكشف زيف المعجزات المدّعاة، غير أن في الأمة من المضلين من يصعب حصره فهم كثر جداً ومن هؤلاء «جعلوا العلم مكسباً من مكاسب الدنيا ومعيشة من معايش أهلها لا غرض لهم فيه إلا إدراك منصب من مناصب أسلافهم ونيل رئاسة من الرئاسات التي كانت لهم كما يشاهد في غالب البيوت المعمورة بالقضاء أو الإفتاء أو الخطابة أو الكتابة أو ما هو شبيه بهذه الأمور» (أبجد العلوم ج 1 ص 374). ومن الصعب اقتلاع جذورهم بسهولة لكن بالجهد والعمل المتواصل فهذا الأمر ليس بالصعب. وإن حدث هذا فإن الاختلاف العقائدي المبني على الفكر سيقبل به وستتلاقح الأفكار وسينتج عنها فكرٌ جديدٌ صالحٌ لعصره وزمانه.
إن ما يحصل الآن ليس له علاقة باختلاف الفرق الإسلامية فكراً، فكنوز الفكر الإسلامية تتبوأ مكانة عالية جداً ولها موقعها الممتاز في مصاف الفكر العالمي والإنساني. والإسلام يؤكد حرية الغير في اختيار دربه العقائدي غير انه في الوقت ذاته يؤكد الوقوف في وجه الذين يقفون في وجه الفكر الإسلامي بطرق غير صحية وغير ديمقراطية. يجدر أن نشير هنا إلى أن «ديمقراطية الطوائف» يعبر عنها سياسياً بـ «ديمقراطية التوافق».
الإنجيل كتاب الله الآخر يشير هو أيضاً إلى هذه النقطة من أن هنالك أمماً مختلفة، واختلافها ناتج عن أمره: «ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميّز بعضهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء». غير أن العداء بينها هو أيضاً نتاج الحكام الجشعين والمحبين للسلطة المطلقة: «حينما تذهب مع خصمك الى الحاكم ابذل الجهد وانت في الطريق لتتخلّص منه، لئلا يجرك الى القاضي ويسلمك القاضي الى الحاكم فيلقيك الحاكم في السجن».
طوائف تثري مجتمعاتها
في أوطاننا العربية وفي أوطان جيران لنا ينطقون بغير العربية غير أنهم ينتمون إلى الفكر الإسلامي هناك طوائف تثري مجتمعاتها وتحيا تلك الطوائف في جو آمن وراق. ولهذه الطوائف أعياد ومواسم وأفراح وأحزان، هنا صورة جميلة لعادة من عادات طائفة: «ومن جملة ذلك يوم النيروز والمهرجان عند أهل الفرس، وكان أهل القبط يأتي ملكهم في يوم النيروز ويرصدون من الليل فيقدمون رجلاً حسن الاسم والوجه طيب الرائحة فيقف على الباب حتى يصبح، فإذا أصبح دخل على الملك بغير اذن فيقف عنده فيقول له الملك ما اسمك ومن اين انت أقبلت واين تريد ولأي شيء وردت وما معك، فيقول: انا المنصور واسمي المبارك ومن قبل الله اقبلت والملك السعيد أردت وبالهنا والسلامة وردت ومعي السنة الجديدة ثم يجلس ويدخل بعده رجل معه طبق من فضة وفيه حنطة وشعير وجلبان وذرة وحمص وسمسم وأرز من كل سبع سنابل وسبع حبات وقطعة سكر ودينار فيضع الطبق بين يدي الملك ثم يدخل عليه الهدايا ويبتدئ من الوزير ثم الناس على قدر مراتبهم، ثم يقدم الملك برغيف كبير مصنوع من تلك الحبوب فيأكل منه ويطعم من حضره. ثم يقول هذا يوم جديد من شهر جديد من عام جديد من زمان جديد يحتاج ان يجدد فيه ما اخلقه الزمان واحق الناس بالفضل والاحسان الرأس لفضله على سائر الأعضاء. ثم يخلع على وجوه دولته ويصلهم ويصرف عليهم ما حمل اليه من الهدايا.
وكان من عادة الفرس في عيدهم ان يدهن الملك بدهن البان تبركاً، ويلبس القصب والوشي ويضع على رأسه تاجاً فيه صورة الشمس ويكون أول من يدخل عليها المؤبد بطبق عليه اترجة وقطعة سكر ونبق وسفرجل وتفاح وعناب وعنقود عنب ابيض وسبع باقات آس ثم يدخل الناس مثل الاول على طبقاتهم. ومن عادتهم في يوم النيروز انهم يجمعون بين سبعة اشياء أول اسمائهن سينات يأكلونها، وهي السكر والسفرجل والسمسم والسحاق والسذاب والسقنقور. وعادات الناس في الاعياد خارجة عن التعداد» (أبجد العلوم ج2 ص 530 - 531).
أما في عدن فإنهم «يزينون السطوح قبل رمضان بيومين ويضربون عليها الدبادب فإذا دخل رمضان اجتمع رفق يدورون عند السحر يقرأون القصائد إلى آخر الليل فإذا قرب العيد جبوا الناس، ويتخذون في النيروز قباباً يدورون بها على المباشرين ومعهم الطبول فيجمعون مالاً جزيلاً».
مصنع الفكر والعلم
أما في مكة المكرمة فـ «تنصب القباب ليلة الفطر ويزين السوق بين الصفا والمروة ويضربون الدبادب الى الصباح. وإذا صلوا الغداة اقبلت الولائد مزينات بيدهن المراوح يطفن بالبيت ويرتبون خمسة أئمة في التراويح ويصلون ترويحة ويطوفون أسبوعاً، والمؤذنون يكبرون ويهللون. ثم يضرب الفرقاعيات كما تضرب عند الصلوات فيتقدم الإمام الآخر يصلون العشاء إذا مضى من الليل الثلث ويفرغون إذا بقي الثلث ثم ينادى بالسحور». (أحسن التقاسيم، ج1 ص 156).
الطوائف قديماً كانت مصنع الفكر ومصنع العلم تنتج ثقافة مليئة بالفكر النير وتحقق للإنسان بعضاً من طموحاته وتمنحه الأمان، وتجعله يبدع في كل مجالات الإبداع النفعي منه والمحض. وكانت تتباهى الطوائف بمبدعيها وتتنافس العقول على إثبات صحة ما جاءت به من دون أن تراق قطرة دم أو أن تشعل النار في البيوت. أما اليوم فإن الطوائف تتنافس على المناصب وعلى الزائل من الأشياء ولا تستطيع أن تخاطب العقل ولا تستطيع أن تنتج ثقافة مميزة، فلذلك نجد أن ثقافة الآخر هي الثقافة السائدة بين الشباب والشابات والمرغوب بين العجائز والكهول حتى أبسط الأمور أضحت من نتاج الغير. وهي بربّي عارٌ ليس كمثله عار. وإن صراع الديوك لأرقى آلاف المرات من صراع الطوائف عندنا في عصرنا هذا.
الدولة المنصفة
الصراع من أجل كسب اللقمة بشرف وتوزيع الوظائف بإنصاف هو من صلب عمل الدولة المنصفة وليس من عمل الطوائف. عمل الطوائف هو إعمال العقل وإغناء الفكر والثقافة لنتباهى بها بين الأمم. نحن أمة لنا من التراث الغني الجميل ليس كمثله تراث بغناه وجماله، وعلينا إبرازه وإضافة الجديد إليه كي لا يموت ونموت نتيجة صراع لا ناقة لنا فيه ولا جمل.
لم يكن هم الطوائف فيما مضى من زمان مضيء الكراسي والوجاهة الوظيفية والتي هي جعلت لخدمة الناس، وإنما كان ينصب جلّ همها في التطور الفكري والارتقاء بالمجتمع إلى فسحة أرحب معتمدين على إعمال العقل لا إعمال السيف والشحناء والبغضاء. صرخة طائفة «منا أمير ومنكم أمير» اندثر أمرها وأصبح أثراً بعد عين، أما أصحاب الفكر والرسائل البشرية العظيمة فأثرها باقٍ إلى الأزل ينهل منه من يشاء كيف يشاء. فلا تكونوا من أصحاب «منا أمير ومنكم أمير» في أمر لا ناقة لكم فيه ولا بعير. هناك فرق بين مفهوم الطبقة (المتأصلة جذورها في العصور القديمة) والطائفة، و«حرب الطبقات» تختلف عن حرب الطوائف في كثير من البلدان إلا انه في بلداننا فإن الأمر أشكل على الجميع. فهل نحن نعيش «صراع طبقات» أو «حرب طبقات» أو حرب طوائف؟ فكلاها لا وجود له في الإسلام إذ ان «الطبقة» كمفهوم يقوم أساساً على «مستوى الدخل» والطائفة في الأساس تقوم على أساس فكري. من المفترض أن يكون صراع الطوائف صراعاً فكرياً لا يراق فيه دم بل حبر من نور يجدد الإنسانية. صراع الطبقات صراع مادي يراق فيه كثير من الدم ظاهراً ومستتراً. فليكن اختيارنا صراعاً فكرياً يجدّد ويهدم في سلام ووئام.
هناك الآن طوائف عدة لم يعرفها بنو الإسلام في بدء الرسالة ولا بنو العرب قديماً، وهي الآن تشكل تحدياً كبيراً لها ولصدقيتها العلمية والفكرية، وهذا الأمر يتطلب أن ينتبه له المعنيون به والتدبر في أمره والإتيان بما ينافسه من فكر ليس فقط على مستوى الجودة ولكن على مستوى القبول به من عامة الناس قبل خاصتهم. فالدين الإسلامي آمن به في بادئ الأمر أناسٌ مختلفة مشاربهم، فبعضهم كان صافي السريرة والعقيدة لا يدخل في شرايين فكره أي إيمان سابق؛ وبعضهم جاء وهو مشبع حتى النخاع بفكر جاهلي وتعدّد الآلهة؛ وبعضهم دخل إلى الإسلام وهو مشبع بفكرٍ توحيدي لدين سماوي آخر غير انهم تكاتفوا جميعاً ليظهر الدين الإسلامي على أكمل صورة، وكانت الخاتمة «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا» (المائدة،3). كانت تلك المجاميع الإسلامية يومذاك وبمختلف منابتها هي نواته التي بزغت بأفكار ومدارس لا حصر لها في عالمنا اليوم. هل نستطيع اليوم أن نقول ما قال الأولون والتابعون؟ كلا بكل تأكيد، إذا ما بقينا على الحال هذه تقاتل كل طائفة كريمة أختها الكريمة!
نحن معنيون أكثر من ذي قبل بخلق طائفة جديدة تستطيع ويستطيع روادها أن يبنوا حضارة للقرن المقبل بل للقرون المقبلة. حضارةٌ تحب الإنسان وتعمل على الرقي به في مختلف المجالات كما فعلت الطوائف الفكرية العربية الإسلامية العظيمة فيما سبق. المستقبل أمامنا وأمام جميع الأمم وسيكون الحظ الأوفر فيه للأمة التي تولي الفكر المنصة الأولى في سلم أولوياتها.
آخر الكلام
قال «افلاطون»: «ما من علم مستقبح إلا والجهل به أقبح».
قال «الكميت»:
فطائفة قد أكفروني بحبكم
وطائفة قالوا مسيئ ومذنب
«ليس هناك انسان حر الا ضمن مكان حر»
العدد 757 - الجمعة 01 أكتوبر 2004م الموافق 16 شعبان 1425هـ