لست صحافياً، ولكن على رغم ذلك أشعر ببعض آلام الصحافة ويحزنني كثيراً وجع الصحافيين، وليت الناس يعرفون حقيقة ما يعانونه... ما رأيكم أن نقف قليلاً مع كتاب «صاحبة الجلالة في الزنزانة» للكاتب مصطفى أمين لنعرف كيف يعيش الصحافيون في بلادنا العربية وخصوصاً مع قرائهم؟
يقول مصطفى أمين: «إن حياة نجوم الصحافة مثل حياة نجوم الفن، كل واحد منهم يقف على المسرح أمام الجماهير، تسلط عليه الأضواء، فإذا عجزت الأضواء سلطت عليه الألسن، وألسن الناس عادة عمياء، ترى ما تتوهم، و«تخلق من الحبة قبة» وهم لا يرون إلا صورة خيالية من حياة الصحافيين. يتصورون لياليهم حمراء، وأيامهم أعياداً وأفراحاً. والقراء لا يعرفون الصورة الخفية لحياة الصحافي، بما فيها من عرق يبذل وأعصاب تحرق وعمل متواصل». ويقول أيضاً: «إن الصحافي يشعر بشعور غريب، انه أصبح ملكاً للقرار ومن أجل هذا يحاسب على أمزجتهم، ويحترم شعورهم فلا يتحداهم، حتى يكون موضع عطفهم». بعد ذلك يصف مصطفى أمين بعض الحالات: «كنت أكتب وأنا مريض، ودرجة حرارتي 40. أكتب وأنا في الطائرة، أكتب وأنا أواجه الأزمات والمحن والخطوب! ولا يتصور القارئ الذي يقرأ الصحيفة في دقائق، العناء والجهد والدم الذي بذل فيها! لا يعرف أننا كنا أحياناً نكتب ونحن نمشي على الشوك، والقلم في أيدينا، والسيف على رؤوسنا. نكتب وكأننا لاعب السيرك الذي يرقص فوق حبل مشدود، يرتفع فوق الأرض عشرات المرات، إذا انزلقت قدمه، دك رأسه وهشمت عظامه... إننا نحن العميان الذين ننزعج من ارتفاع أسعار الشموع، نحن الصم الذين نطالب بتحسين برامج الإذاعة. نحن المقعدون الذين نطالب بتنظيم السيرك في الطرقات. كل مشكلات العالم هي مشكلاتنا، وكل متاعبه متاعبنا».
حقيقة، كتاب أمين كتاب جميل يعكس هموم الصحافة ومشكلاتها. ما طرحه أمين هو صورة مصغرة عن هموم الصحافة ومشكلاتها... نقطة واحدة تتغير، كافية لإقامة الدنيا على هذا الصحافي.
أذكر قصة مأسوية حدثت لمثقف يمني كتب كتاباً أسماه «النبي والذئب» سقطت الواو سهواً فطبع الكتاب «النبي الذئب» فقامت الدنيا ولم تقعد على الرجل وكفّر هو وأبناؤه وهكذا هي المشكلات.
إشارات
- الأخ شوقي المناعي: قرأت مقالك، أظنك بعيداً عن الصحافة أو أنك لم تفهم كتاباتي. أشكرك على ملاحظاتك ووعظك، سيأتيك الرد لاحقاً.
- أتمنى من وزارة الكهرباء الرد على الأسئلة التي طرحتها فمازلت في الانتظار، بالأرقام والوثائق. وأكرر: بالأرقام والوثائق.
- الأخ الزياني: قرأت مقالك، أشكرك على المقال وأتمنى لك مستقبلاً في الصحافة. وهناك مجلات وصحف عربية واسعة الانتشار هي مكانك المناسب لأن «حرام هالطاقة الكبرى تندفن محلياً. يا حرام! فعلاً البحرين ولادة»
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 757 - الجمعة 01 أكتوبر 2004م الموافق 16 شعبان 1425هـ