شهدت البحرين يوم أمس ثلاثة اعتصامات على الأقل، الأول في سوق جدحفص، والثاني في الحد، والثالث في رأس الرّمان. فيما شهد الأسبوع الماضي تحشيداً حكومياً واسع النطاق، إزاء تحشيد القبض على عبدالهادي الخواجة، فيما أصبحت تحشيدات البحارة المؤيدة للنوخذة البحريني والمعارضة له جزءاً من حياتنا اليومية.
تعكس هذه التحشيدات مدى حيوية المجتمع المدني، لكنها تعكس من جهة أخرى مدى أزمة النظام الإداري، غير القادر على حل المشكلات المتراكمة، بل والفارز المشكلات تلو الأخرى، بسبب ضياع بوصلته. صار لا يعرف إن كان مع أو ضد «النوخذة»، «مقصب» الحد، مطالب بائعي سوق جدحفص، ونشاط مؤسسات المجتمع المدني... أو حتى مع أو ضد إصلاح سوق العمل.
ترى، هل تعيش البلد على «إدارة الأزمات»؟ ربما يكون هذا التوصيف الأفضل للحال، إذ لا ينقضي شهر من دون أزمة، في الغالب يتم تأجيل حلها إلى حين. وربما يكون ولي العهد صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، قد وضع يده على المشكل، حين قال في افتتاح ورشة سوق العمل: «أتفهم شعور الكثير منكم بشأن الطريقة التي تمت بها معالجة بعض المشكلات (...) فغالباً ما اتسمت هذه الطريقة بالعشوائية والتضارب»، وإذا استمر ذلك على صعيد الحكومة والمعارضة وبعض مؤسسات المجتمع المدني التي بدت غير متفقة على تنظيم أحد الاعتصامات أمس... فسيظل الإصلاح عبارة عن إدارة للأزمات
العدد 757 - الجمعة 01 أكتوبر 2004م الموافق 16 شعبان 1425هـ