في مقابلة أجراها الزميل عباس بوصفوان مع كتلة المستقلين، صرح أعضاء هذه الكتلة بتصريحات متناقضة تعكس مواقف جامدة من الإشكالية الدستورية، ففي حين يقول النائب محمد فيحان الدوسري: إن ثلثي شعب البحرين لا يهتم بالدستور ولا التعديلات الدستورية، يرى زميله النائب يوسف الهرمي: أن الدستور مقدس ولا يجب أن يمس، وهذان التصريحان يعكسان تناقضاً فاضحاً، ويكشفان لمن يعرف هوية هذه الكتلة المخبوء الذي يريد هؤلاء إخفاءه، وهو أن في هذا الدستور بقاء لامتيازاتهم وامتيازات غيرهم، وخصوصاً مع تنكر الدوسري للإشكالية الدستورية، واعتبار الهرمي أن الدستور مقدس! والسؤال للدوسري: كيف تقلل من قيمة الدستور والتعديلات الدستورية، وقد أقسمت على صيانة الدستور؟ وما الإطار الذي تتحرك فيه كنائب برلماني غير الإطار الدستوري؟ أم أنك تتحرك من عندياتك من دون نظام؟ وإذا كان همُّ الناس الخدمات والرفاه المعيشي من دون المشاركة في أعباء الحكم، فلماذا وجد البرلمان من الأساس، والحكومة لها وزاراتها ذات الصلة المباشرة مع الناس؟ وإذا لم يكن الدستور والشأن السياسي ذا بال بالنسبة لكم، فلماذا أقدمتم على اقتراح قانون ينظم الحياة السياسية، ووضعتم فيه من الاشتراطات والقيود ما يدلل على أنكم تعون ما تفعلون، مع أنكم غير منتمين إلى أي تنظيم سياسي؟ فما الذي حشركم مع السياسة والسياسيين إذا كان همكم الناس؟ ولماذا عقدتم الوضع السياسي بين الحكومة والمعارضة بسن قانون الجمعيات السياسية؟ مخبوء آخر صرح به أحد النواب، وكشفت عنه بعض مواد القانون الشبيهة بقانون الأحزاب المصري في عقوباته، وهو أنكم من الأساس لم تضعوا قانون الجمعيات السياسية، وإنما وضعه خبراء أجانب لا علاقة لهم البتة بالمشهد السياسي في البحرين، ولهذا رفضتم الدخول في مناظرة بشأنه، لأنكم غير قادرين على الدفاع عنه، ولا تفسير مواده كما يتناولها القانونيون الوطنيون ببراعة
إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"العدد 756 - الخميس 30 سبتمبر 2004م الموافق 15 شعبان 1425هـ