العدد 2802 - السبت 08 مايو 2010م الموافق 23 جمادى الأولى 1431هـ

أباطرة الثراء العربي في لندن

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الخبر المفاجئ في لندن أمس لم يكن يتعلق بالانتخابات، وإنما بمحمد الفايد الذي باع متجر «هارودز» الشهير إلى الحكومة القطرية بمبلغ مليار ونصف مليار جنيه إسترليني (2.3 مليار دولار)، وهو مبلغ خيالي، ولكنه يتعلق بأهم متجر في لندن، وقطر اشترت استثمارات عقارية كبرى وكثيرة في لندن لامجال لحصرها في هذا المقال.

على أن محمد الفايد كان اسمه يتردد منذ سنوات طويله في بريطانيا وكان من أهم الاخبار المتداولة في الانتخابات البريطانية قبل 13عاماً ( في مايو/ أيار 1997)، ويعتقد أنه ساهم في تلطيخ سمعة حزب المحافظين آنذاك، وذلك بعد أن نشرت الصحف أخباراً بأنه كان يدفع الرشوة نقداً (كانت توضع في ظروف لونها بني يتركها لدى سكرتيرته الخاصة)، وكان يتسلمها أحد الوزراء (من حزب المحافظين) اسمه «تيم سميث»، وأحد نواب الحزب واسمه «نيل هاميلتون». وفيما اعترف سميث بذنبه واستقال، أصر هاميلتون على براءته، وقد رفض عدم ترشيح نفسه في منطقته مما أدى إلى إهانة الحزب وفوز الصحافي المرموق مارتين بيل (الذي دخل الانتخابات فقط من أجل طرد ذلك النائب)... وكانت الفضيحة كبيرة عندما خرج محمد الفايد في الصحافة ليؤكد أن أعضاء حزب المحافظين أخذوا منه النقود ليطرحوا أسئلة في البرلمان. وعلى هذا الأساس فقد كان اسمه يتكرر في هذا السياق أثناء الانتخابات البريطانية العامة في 1997.

محمد الفايد بقي في الصحافة البريطانية بعد ذلك، لأن ابنه عماد (دودي) أصبح صديقاً للأميرة ديانا، والاثنان توفيا في حادث مروري في العاصمة الفرنسية (أغسطس/ اب 1997)، ولكن القضية التي بقيت في الأذهان هو كيفية دفعه المال للسياسيين، مما أدى إلى بروز تيار سياسي نافذ يقول إن بريطانيا لاتحتاج إلى رجال أعمال من هذا النوع.

الآن وبعد 13 سنة (مايو 2010) يصعد اسمه مرة أخرى، ولكن فيما يتعلق بقصة مختلفة، والمصادفة أن اسمه يتزامن مع فترة الانتخابات الحالية التي يتوقع أن يعود حزب المحافظين إلى الحكم (في حال استطاع الاتفاق مع حزب الديمقراطيين الأحرار)، وهناك الآن حديث عن صعود نجم «أباطرة الثراء العربي» في لندن، وهناك تساؤلات... فهل سيكونون مثل البرجوازية الأوروبية التي شجعت على الإبداع والفن ولم تقف ضد الديمقراطية (بل ربما وقفت معها في كثير من الأحيان)، أم أن أباطرة الثراء العربي سيواصلون «وضع النقود في ظروف بنية اللون» للسياسيين والنافذين؟

إن أملنا أن تبتعد أموال أباطرة الثراء العربي عن النواب المسلمين الجدد (من بينهم عراقي كردي) ممن دخلوا الانتخابات البريطانية وفازوا بمقاعد مهمة لأول مرة، كما ونأمل أن يتأثر هؤلاء الأباطرة بالبرجوازية الأوروبية التي دعمت الإبداع والديمقراطية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2802 - السبت 08 مايو 2010م الموافق 23 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 9:22 ص

      عبد علي عباس البصري

      كان الامام على عليه الاسالم يوزع الاموال بالتساوي بينه وبين مولاه قمبر وبينه وبين الناس بالتساوي ؟ فهل احد يستطيع ذالك بدون ان تثور الثيران عليه ؟ فلم يدعه الناس في حاله حرب وراء حرب حتى قتلوه ! بس لانه ساوا في العطاء وقال القوي عندي ضعيف حتى أأخذ الحق منه والضعيف عندي قوي حتى أأخذ الحق له. ليش الناس لا يستقرون الا تحت رايه الظلم والاستعباد . شوفو جميع السندات السياديه في ايدي من ؟ شوفو الشركات القابضه ملك من ؟ والناس مستانسين (كج مشكل نيه ) مثل ما يقول الهندي

    • زائر 4 | 6:58 ص

      ملياردير يعجز عن الجنسية !

      يا للهول ! ملياردير في بريطانيا لا يستطيع الحصول على الجنسية وفقراء معدمين يحصلونها بكل يسر وسهولة في البحرين مضافا إليها وحدة سكنية ووظيفة بينما المواطن البحريني ينتظر شهور وربما سنين للحصول على وظيفة وعشرات السنين ليحصل على وحدة سكنية !!!

    • زائر 2 | 3:14 ص

      ارجو منك ياسيدي

      أرجو منك ياسيد منصور ان تتقصي الحقائق في مايثار من مواضيع في ما يخص تلفزيون البحرين من وجود خبرات بلاخبرات الذين يسلبون حقوق الموظفين والمواطنين والكتابه عنها .

    • زائر 1 | 2:27 ص

      الفايد

      من زمان نفسه الحصول على الجنسية البريطانية بس الرشوة والتحايل على القانون هو من اسقاط عنه الجنسية الطيب يبي يوصل بس موب عارف شلون يحصل على الكرسي الذهبي ..خيرها بغيرها يراعي سلسلة هارودز ( الفايد ) المصري الاصل ..

اقرأ ايضاً