تحولت مدينة هامبورغ إلى مسرح واحد كبير، في بدايات مارس/ آذار الجاري، حيث عزفت فرقة ولاية هامبورغ الأوركتسرا الفيلهارمونيكية المكونة من 100 عازف معظمهم من العازفين المحترفين. الفرقة تجتمع خصيصا لأداء أكبر حفل موسيقى كلاسيكية في الهواء الطلق. هذا الحدث الحصري يهدف للترويج لروح الوحدة بين سكان المدينة، وجمعهم على حب الموسيقى، وتعريف العالم على معالم مدينة هامبورغ، حيث انتشر العازفون في 50 موقعا مختلفا في المدينة، تمركز عازفو الكمان أمام باحة ميناء هامبورغ، على طول شارع ريبربان الشهير، بجانب بحيرة ألستر. بينما تمركز عازفو الأوبرا في بعض حدائق المدينة العامة، وعازفو التشيلو في متحف المدينة، وعازفو الكلارينت في محطة القطار الرئيسية وعازفو الترومبون في مراكز التسوق.

طغى صوت الموسيقى على ضوضاء أكبر مدينة في شمال ألمانيا في ذلك اليوم، عزفت الفرقة السيمفونية الثانية من تأليف المؤلف الألماني المولود في هامبورغ جوهانز براهمز. قاد العازفون المايسترا الشهيرة السيدة سيمون يونغ، والتي تتبوأ منصب المدير الفني لدار هامبورغ للأوبرا، من أعلى قمة كنيسة القديس مكائيل في هامبورغ التي يرتفع برجها 85 مترا عن الأرض.

استُخدمت في الحفل تقنيات صوتية متقدمة جدا، حيث يعزف العازفون مجتمعون وفي وقت واحد من أماكن مختلفة من مدينة كبرى، تنظيم الحدث عملية صعبة تقنيا تم تنفيذها بنجاح، تم بث الحفل مباشرة على التلفزيون، حيث تمكن المشاهد من متابعة عبقرية قائدة الأوركتسرا السيدة يونغ وهي تقود فرقتها من على أكبر مسرح من خلال شاشات قناة هامبورغ الأولى المنتشرة حول المدينة.

بهذا الخصوص علقت المايسترا سايمون يونغ: «لقد جلبنا الموسيقى إلى الناس، بدل أن نجلب الناس إلى الموسيقى. انتشرنا بينهم أسعدناهم، واستمتعنا بأداء موسيقي متفرد من نوعه. الحفلة تشبه مدينة هامبورغ... كبيرة، قريبة من القلب ومبدعة».