قال الوزير المفوّض ومدير إدارة الرصد والإنتاج الإعلامي بجامعة الدول العربية طارق عبدالقادر، إن حجم التَّبادل التجاري بين الصين والدول العربية بلغ في العام الماضي 132 مليار دولار، وهذا يعد مؤشراً على مدى تطور العلاقات العربية الصينية.
جاء ذلك خلال افتتاح الدورة الثانية من ندوة التعاون العربي الصيني في المجال الإعلامي، صباح أمس (الخميس) في قاعة أوال بفندق الخليج، بحضور عدد من مسئولي وزارات الإعلام العربية.
وتختتم اليوم فعاليات الندوة بعرض عدد من أوراق العمل يقدمها متحدثون عرب وصينيون في مجال الإعلام.
وذكر عبدالقادر أن «مسيرة الصين التنموية شهدت خلال السنوات الأخيرة نهضة كبيرة، واتسعت آفاق التنمية حتى أصبحت الصين أحد الأقطاب السياسية والاقتصادية المهمة في عالمنا اليوم».
واعتبر مشاركة رئيس مكتب الإعلام لمجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية وانغ تشن، في اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته (41) في يونيو/ حزيران من العام 2008، محطة مهمة في مسار العلاقات العربية الصينية في مجال الإعلام.
وأوضح أنه «بعد توقيع مذكرة اتفاق التعاون الإعلامي العربي - الصيني في بكين في أبريل/ نيسان 2008، شهدت العلاقات بين البلدين تطوراً كبيراً، وخصوصاً في مجال ترجمة الكتب بين اللغتين العربية والصينية في مجال الإعلام، وترجمة الكتب بين اللغتين العربية والصينية (...)».
وذكر الوزير المفوّض ومدير إدارة الرصد والإنتاج الإعلامي أن «اختيارنا لموضوع استخدام وسائل الاتصال الحديثة لتنمية التعاون الإعلامي العربي – الصيني، ينبع من إيماننا العميق بضرورة مواكبة التطورات السريعة التي يشهدها عصر التكنولوجيا، والسعي نحو مجتمع المعرفة الذي لا يؤمن بالوسائل التقليدية في الإعلام والتواصل، والذي يعتمد على أحدث ما توصلت إليه الإنسانية من إمكانية هائلة، تربط شرق العالم بغربه، وشماله بجنوبه».
الشيخة مي: البحرين تنعم بإعلام ديمقراطي حر
من جانبها، قالت وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن «البحرين تنعم في الوقت الحالي بإعلام ديمقراطي حر ومناخ إبداعي فكري وثقافي مستنير في ضوء المشروع الإصلاحي الشامل لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بشكل جعلها منارة للإشعاع الحضاري وصرحاً من صروح الإعلام والثقافة والفنون والآداب، ليس على المستوى الإقليمي فحسب، وإنما على المستوى العالمي».
وذكرت أن «الإعلام بوصفه أداة للتنوير ونشر المعرفة يلعب دوراً مهمّاً في تعزيز آليات التقارب الثقافي والحضاري بين البلدان العربية وجمهورية الصين الشعبية، وتوطيد دعائم الصداقة والتعاون في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية والفنية والتقنية والتكنولوجية وغيرها، بما يعود بالنفع والفائدة على الشعبين العربي والصيني الصديقين».
وأضافت أن «فعاليات الندوة تشكل تجسيداً حقيقيّاً لإدراك الجانبين العربي والصيني لأهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات الإعلامية العربية والصينية، من خلال تشجيع تبادل المعلومات والمواد الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية والألكترونية، وتبادل الزيارات وتنظيم المعارض والندوات والفعاليات المشتركة على المستويين الرسمي والأهلي».
تشن: العلاقات الصينية العربية تطورت في الأعوام الأخيرة
إلى ذلك، أكد رئيس مكتب الإعلام التابع إلى مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية وانغ تشن، أن «العلاقات الصينية العربية، شهدت تطوراً كبيراً خلال الأعوام الأخيرة، وأسهمت علاقات التعاون المتبادل في المصالح والمنافع القائمة على الصداقة التقليدية في توثيق الاتصالات بيننا».
وأشار إلى أن «قادة الصين وجامعة الدول العربية تمسكوا بالمصالح الشاملة للعلاقات الثنائية، وباتجاه تطورها من منظور استراتيجي، وتتبادل الزيارات بصورة منتظمة، ما أعطى دفعة قوية لتطوير العلاقات الثنائية».
وأفاد بأن «منتدى التعاون الصيني العربي بإنشائه وتطوره ساهم في فتح آفاق رحبة لتعزيز الحوار والتعاون الجماعي بين الجانبين، وأكثر من ذلك أصبح رمزا مهمّاً وركيزة متينة للثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين».
وأعلن انعقاد الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري كمنتدى التعاون الصيني العربي في مدينة تانجين شمال الصين، في الفترة ما بين 13 و 14 من الشهر الجاري، والتي تأتي تحت عنوان: «تعميق التعاون الشامل، وتحقيق التنمية المشتركة».
وذكر تشن أن «الصداقة الشعبية والتعامل الصادق تمثل أساساً لتطوير العلاقات الصينية العربية، وتعتبر كل من الحضارتين الإسلامية والصينية كنزاً من كنوز الإنسان، وقدم كلاهما إسهامات إيجابية لتقدم حضارات الإنسان».
وأشار إلى أن «أكثر من 10 جامعات صينية ساهمت في إعداد آلاف الكفاءات المتخصصة باللغة العربية، وقدمت معاهد كانفوشوس ومراكز الثقافة الصينية تسهيلات للعرب في تعلم اللغة الصينية وفهم الثقافة الصينية.
وأكد أن الصين «تشجع الطلاب الشباب على الدراسة في الدول العربية وترحب بالطلاب العرب للدراسة والزيارة في الصين».
ولفت إلى أن «الالتزام بالتعاون العملي والمنافع المتبادلة تشكل قوة محركة تدفع بتطور العلاقات الصينية العربية»، مبيناً أنه «في السنوات الأخيرة، تطور التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي على نحو شامل وأحرز نتائج مرضية، إذ تجاوز حجم التبادل التجاري الصيني العربي 130 مليار دولار أميركي في العام 2008، وحقق قبل ذلك بعامين هدف 100 مليار دولار الذي تم تحديده في الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي العام 2006».
وطرح رئيس مكتب الإعلام التابع إلى مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية، عدة مبادرات لتعزيز التعاون بين الصين والدول العربية، من بينها «أن تواصل وسائل الإعلام الصينية العربية دفع التعاون الإستراتيجي بين الجانبين، لتقديم إسهامات جديدة لترسيخ الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والدول العربية. وعليها ترشيد جمهورها في فهم الجانب الآخر بصورة موضوعية وعقلانية، وتغطي بإيجابية الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى والاتصالات الحكومية والحزبية والبرلمانية بين الجانبين، وتغطية جهود الجانبين في التساند والتعاون إزاء الشئون الدولية والإقليمية والتي ترمي إلى حماية مصالح الدول النامية بما يوطد الأساس السياسي للعلاقات الصينية العربية».
وشدد على ضرورة أن «تواصل وسائل الإعلام الصينية والعربية التشجيع على التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، انطلاقاً من هدف تحقيق التعاون المتبادل المنافع والفوز المشترك، مبيناً «تتحمل وسائل الإعلام الصينية والعربية المسئولية عن شرح التوسع المستمر لحجم التجارة الصينية العربية والتقدم المتزن للتعاون الاستثماري الصيني العربي والتدفق المتواصل لفرص الاستثمار وتهيئة بيئة الرأي العام الموضوعية والصديقة للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي».
384 مليون صيني يستخدمون الإنترنت
وذكر أن «عدد الصينيين المستخدمين لشبكة الإنترنت، بلغ في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، 384 مليون نسمة، وذلك بعد 15 عاماً من التطور السريع في الصين، ووصلت نسبة تعميم الإنترنت 28.9 في المئة متجاوزاً متوسط المستوى العالمي»، مشيراً إلى أن «الصين رُبطت بشبكة الإنترنت رسميّاً في العام 1994».
وقال إننا «نشجع بنشاط على تبادل الأفراد والأخبار والمعلومات بين وسائل الإعلام وعلى تبادل الزيارات بين مزيد من المراسلين والمحررين وكتاب العمود وغيرهم من الشخصيات الإعلامية وتوسيع مجالات التعاون الإعلامي وقنواته فيما يتعلق بإعداد المنتجات الإعلامية ونشرها وتسويقها بما يكسب للمنتجات الإعلامية للجانبين قدرة تنافسية أقوى في الرأي العام الدولي».
السفير الصيني: حكومتنا مهتمة بالتبادل في وسائل الإعلام
من جانبه، أشار السفير الصيني في البحرين يانغ وي قو، إلى أن «الجانبين الصيني والعربي ظلا خلال السنوات الأخيرة، يتبادلان الزيارات بنشاط ويعززان الثقة السياسية المتبادلة فيما بينهما ويحافظان على التنسيق والتعاون بشأن القضايا الإقليمية والدولية المهمة ويواصلان تطوير وتوسيع نطاق التعاون التجاري، كما يحققان تطوراً جديداً في تعاونهما في مجالات الثقافة والعلم والتعليم خاصة ويبذلان جهودا مستمرة ترمي إلى دعم التعاون الإعلامي وتعزيز الصداقة الصينية العربية».
وأفاد بأن «انعقاد هذه الندوة في سياق تنفيذ الجانب الإعلامي من البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني العربي بين العامين 2008 – 2010، يهدف إلى تعزيز الشراكة وتبادل الخبرات الإعلامية وتفعيل دور المؤسسات الإعلامية بين الصين والدول العربية وتبادل الوفود الإعلامية واستخدام وسائط الاتصال الحديثة في مجال الإعلام».
ورأى السفير الصيني أن «تعزيز التبادل والتعاون بين شتي وسائل الإعلام هو مهمة متكاملة من جهودنا الرامية إلى تطوير العلاقات الصينية العربية، إذ ظلت الحكومة الصينية تولي اهتماماً بالغاً بذلك وتؤيد إجراء التبادل والتعاون بين كل وسائل الإعلام بيننا وتشجعها، لتلعب دوراً مهمّاً في تطوير وتعزيز علاقات الصداقة بين الصين والعالم العربي وتقديم مساهمة في دفع بناء العلاقات الصينية العربية الجديدة وتطويرها».
نائب الرئيس التنفيذي للمصلحة الصينية للنشر:
أقترح إنشاء خط ساخن بين الصين والدول العربية
اقترح نائب الرئيس التنفيذي للمصلحة للنشر والتوزيع باللغات الأجنبية قو شياو يونغ، أن يتم إنشاء خط ساخن بين الصين والدول العربية، لتأكيد صحة المعلومات المعنية عند وقوع أحداث خطيرة واضطرابات وأحداث شغب وكوارث طبيعية، إلى آخره...، لدى الطرف الآخر حتى لا ننساق وراء ما تروج له أجهزة الإعلام الغربية.
وقال في ورقة قدمها أمس: إن «العولمة تزيد حدة المنافسة بين وسائل الإعلام. وقد أصبح استخدام التكن
العدد 2800 - الخميس 06 مايو 2010م الموافق 21 جمادى الأولى 1431هـ