في هيئتها المعهودة ممسكة بمنديلها الحريري تشده بين أصابع يديها وهي تشدو بإحدى أغانيها الرائعة، زينت صورة سيدة الغناء أم كلثوم صفحة البداية لمحرك البحث غوغل.
مناسبة ذلك كان، كما يبدو عند وضع مؤشر الماوس على تلك الصورة، هي مرور 104 أعوام على ميلاد فاطمة إبراهيم البلتاجي (أم كلثوم)، التي اختلف المؤرخون على يوم ميلادها، فبينما يذهب الكثير من عشاقها إلى اعتباره 4 مايو/ أيار 1898، يعتقد البعض أنه كان 30 ديسمبر/ كانون الأول من العام ذاته.
في اليوم ذاته أعلنت غوغل عن استحواذها على شركة بامب تيكنولوجيز ( Bump Technologies) وهي الشركة المطورة لبرنامج سطح المكتب الثلاثي الأبعاد (BumpTop)، وقد بثت الشركة على موقعها الإلكتروني خبراً قالت فيه «لدينا اليوم خبر في غاية الأهمية، نعلن اليوم أن شركتنا أصبحت جزءاً من غوغل، وذلك يعني أننا سنتوقف بشكل نهائي عن بيع أو تحديث برنامج BumpTop لكمبيوترات ويندوز أو ماكنتوش». ولم تكن هناك أية إشارة لسعر الصفقة أو أية تفاصيل تتعلق بشأن تلك الصفقة.
على صعيد آخر، وفي اليوم ذاته أيضاً، تناقلت وكالات الأنباء ما كشفت عنه غوغل في مؤتمرها الصحافي بشأن استحواذها على إحدى الشركات الصغيرة تدعى كورديورو (Corduro) تعمل في خدمة الدفع عبر الإنترنت ( Online Payment )، وتوفر كورديورو للمشتري والبائع، كما يقول الخبر «خدمات الدفع ببطاقات الائتمان عبر شبكة الإنترنت والهاتف الجوال... بالإضافة إلى عمليات الدفع التقليدي لمعاملات التجزئة».
يأتي ذلك، وغوغل تعيش زخم إطلاق هواتفها النقالة بنظام التشغيل أندرويد (Android)، وهو عبارة عن منصة برمجيات مدموجة مع نظام تشغيل للهواتف النقالة، الذي يبيح لمطوري البرامج كتابة شفراتهم المصدرية باستخدام لغة الجافا (JAVA).
وقد عرفت هواتف غوغل نجاحات منقطعة النظير، حيث بات هناك اليوم ما يزيد على 50 ألف برنامج صممها مستخدمو أندرويد على مستوى العالم، يمكن الحصول على ما يزيد عن نصفها بشكل مجاني.
وفي شهر مارس/ آذار الماضي وحده، حاز موقع سوق أردرويد (Android market) على ما يقارب من «9 آلاف برنامج جديد تقريباً، ما جعل إجمالي عدد البرامج على الخدمة يصل إلى 50395 برنامجاً تحديداً».
وفي نطاق خطتها التسويقية، قامت غوغل بتزويد موظفي شركة أدوبي البالغ عدد مبرمجيها 8600 مبرمج بهواتف أندرويد مجاناً «لضمان استخدام الموظفين لهذه الهواتف المزودة بتقنية فلاش. وهذا يعني تقنياً «إمكانية تشغيل ألعاب فلاش وجميع المواقع التي تعتمد على هذه التقنية وهو الأمر الذي لا يمكن القيام به من خلال جميع أجهزة هواتف أخرى».
ينبغي أن ننظر ما تقوم به غوغل اليوم كثمرة سياسة سارت عليها الشركة منذ تأسيسها في أواخر القرن الماضي، وتقوم هذه السياسة على نسج المزيد من التحالفات التجارية التكاملية بين شركات تعمل في قطاع تقنيات الاتصالات والمعلومات من جهة، وعلى قدم المساواة الأخذ بسياسة البرمجيات المفتوحة التشفير (Open Source) التي تبيح تطوير تطبيقات غير محدودة من جهة ثانية.
وقد جسدت ذلك عملياً، وعلى نطاق واسع في أواخر العام 2007 عندما أعلنت عن تأسيس تحالف يسمى بتحالف الهاتف المفتوح (Alliance Open Hanset)، وهو تحالف، كما يصفه أحمد جبر مؤسس (GadgetsArabia)، ورئيس تحرير موقع سوالف سوفت «مكون من 34 شركة معلوماتية منوعة بين شركات انتاج هواتف وشركات اتصالات وتضم في المقدمة Google Inc، إضافة الى T-Mobile HTC ،Qualcomm ،Motorola ،Sprint ،Telefonica Telefon Italia وغيرهم الكثير... يهدف التحالف الجديد الى إنتاج نظام تشغيل للهواتف المحمولة يطلق عليه مبدئياً الاسم Anroid ...
النظام الجديد حين يصدر سيكون نظاماً متكاملاً... نظام تشغيل حزمة برمجيات متكاملة وحزمة تطويرية للمبرمجين لعمل البرامج... أهم ما أكدت عليه كل الكلمات الصادرة عن الشركة وعن التحالف هو أن النظام سيكون مفتوح المصدر لأقصى درجة بالاعتماد على أكثر المعاير انفتاحاً... فيما أطلقت عليه الشركات المشاركة في التحالف... التزام بالانفتاح والتزام بالمشاركة».
نظرة سريعة على ما تقوم به غوغل، تعني فيما تعنيه أن العالم بات صغيراً بين يدي هذا المحرك على الإنترنت. فمن المطربة العملاقة أم كلثوم إلى شركة الاتصالات العابرة القارات (مترولا)، هناك مسافة فلكية سواء على مستوى طبيعة المادة التي بحوزتهما أو المدخل الذي نفذت منه غوغل للاستفادة منهما، من أجل تحويل أي منهما إلى خدمة مضافة تجذب زواراً جدد لموقع غوغل، أو تشده إلى الخدمات التي يقدمها.
فأم كلثوم بسوقها العربي وعشاقها، من محبي فنها من العرب، ومترولا بسوقها المترامية على امتداد الكرة الأرضية أيضا، تبرز غوغل بوصف كونها العامل المشترك الوحيد بينهما، سواء كان ذلك من خلال كونها محرك البحث الأكثر كفاءة، أو منتج الهواتف النقالة الأكثر شمولية من حيث الوظائف التي تحتويها تلك الهواتف أو الخدمات التي تقدمها، والتي نجحت في أن تحول منصة غوغل، إلى سطح مكتب متحرك ينتقل من مكان إلى آخر مع لمسة زر من صاحب الهاتف النقال المرتبط بالخدمات التي تقدمها غوغل.
لقد حولت غوغل من خلال تلك السياسة البعيدة النظر، والخدمات المترامية الأطراف، العالم إلى منصة صغيرة مكتظة بسكانها من زوار بوابة غوغل، والذين فاقت كثافتهم «الغوغلية» أي من عواصم العالم الأخرى التي طالما وقفنا مشدوهين بقدرتها على احتضان تلك الكثافة البشرية، وتوفير الخدمات لهم.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2799 - الأربعاء 05 مايو 2010م الموافق 20 جمادى الأولى 1431هـ
تجــــــــارة ... وشطــــــــارة
شرفات ،ومراصد ، ومنافذ ، وقنوات تطل على ساحة الاقتصاد المعرفي ، يمكن من خلالهم رؤية التوأمة التوافقية والمتوازية للإنتاج والإعلان ،وما عرض لوگو گوگل " سومة البرتآني " – مخطط له – إلا لجعله بوابة للعبور الترويجي وضمان الوصول للمطلوب " العرب" أي بمعنى ثبات ونبات ، هذا وإن كان لمضمون العرض حسن النوايا ، فهل يأتي يوم ويعرض لوگو إسلامي؟ لتبيان السماحة بين الأديان أجمع ... كل الشكر للكاتب وللوسط ... نهوض
منصة مع أهداف أخرى والبقية تأتى
إلى الزائر (2) مع تحياتي ... نحن نعلم بأن كل شخص هو مسئول عن تصرفاته ولكن عندما يسند الأمر إلى غير أهله ويتم تشكيل حياة ناس ومسارهم بناء على رغبات وعواطف وهذا الذي نتج عن المختبئين خلف العباءة الإسلامية
الى الزائر 1
نحن في العالم العربي و الاسلامي بين المطرقة السندان ، بين التيارات الدينية التى تعمل بانظمة منغلقة و الحكومات بس في النهاية كل شخص مسئول عن مصير حياته ، ونحمد الله على وجود هذه التكنلوجيا التى فتحت الابواب و الفرص الى البشرية .
1898 !!!!!!
(أم كلثوم)، التي اختلف المؤرخون على يوم ميلادها، فبينما يذهب الكثير من عشاقها إلى اعتباره 4 مايو/ أيار 1898، يعتقد البعض أنه كان 30 ديسمبر/ كانون الأول من العام ذاته. ههههههههه
ديناصور مو انسانة الله يرحمها ههههههه
التمسح بالمعرفة الرقمية وعقول إسمنتيه بعيدة عن المسار التنموي
لا شك أن الثورة المعلوماتية وإالحصول على المعلومة بدهسة زر كل هذه امور نشيد بها ولكن لا تزال هناك أشخاص يختفون خلف عباءة إسلامية ومظهر ديني ونتاج أفعالهم تلفها النتانه وهؤلاء ما هم إلا شوكة في جسد المسار التنموي وحيث لا تزال لغة المال هي السائدة كعامل مساعد للحصول على مآرب لم يستطع إيصالها بعقول متفتحه نيره مع تحيات (ندى أحمد)