الحديث عن الوضع الصحافي في البحرين هو حديث ذو شجون ويحمل في طياته الكثير من المطالب والطموحات التي يسعى إليها الصحافي البحريني أهمها الأمان الوظيفي لمهنة تجعل أصحابها في حيرة من أمره باتخاذ قرار إما مع الاستمرار في هذه المهنة أو تركها نهائياً واختيار مجال عمل آخر لضمان مستقبل أفضل.
وقد يكون هناك من يرى في طلاق الصحافة أمراً صعباً عليه فيبقى صامداً من أجل الكلمة ومن أجل عشق مهنة المتاعب وآخر يرى في طلاقها راحة بال من كل الضغوط والتحديات التي يواجهها في مجال عمل ساعاته مفتوحة على الدوام كحال هاتفه المحمول طوال اليوم.
إن إغراءات الصحافة كثيرة ومنها الشهرة التي تجلبها لصاحب الخبر أو الرأي، فهي قد تحوله إلى شخصية نرجسية لا تقبل الهزيمة وأخرى شخصية لا تأبه بهذه النرجسية عدا قول الكلمة الحرة ونقل المعلومة دون قيود أو ضوابط تحد من عمله الصحافي.
لقد استطاع نفر من الصحافيين البحرينيين بمختلف الأجيال والتخصصات والانتماءات أن يقدموا تضحيات كثيرة دفاعاً عن الكلمة وحرية التعبير وصولاً إلى حق المعلومة ومكافحة الفساد بأنواعه. لكن هناك أيضاً من قلل قيمة ذلك واستخف بعمل الصحافي بل وذهب البعض في تهميش تجربة الصحافيين البحرينيين وتسخيرها بالشكل الذي يسخف المهنة وأصحابها.
إن توقف الزميلة «الوقت»، بسبب المصاعب المالية لهو أمر مقلق للوضع الذي وصل به الصحافي البحريني الذي كان في الماضي محدود التنقل كما هي الفرصة؛ إذ كانت فقط صحيفتان تسيطران على الصحافيين وخروجهم من أي صحيفة كان يترتب عليه تقديم تضحيات وهذا تماماً ما كان يحدث قبل العام 2002 الذي صاحبته بوادر الانفتاح السياسي.
إن التقدم الحقيقي لصحافة في البحرين يأتي ضمن دعم التوجهات التي تؤمن بحرية الصحافة وبالكادر المحلي في دعم هذه الصناعة داخل البلاد، وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال تحسين أوضاع الوسط الصحافي وتوفير الضمانات التأمينية على غرار ما هو مُفعّل في كثير من بلدان العالم إلى جانب اتخاذ خطوات جادة للتقدم بالإعلام البحريني وإبراز الطاقات البحرينية والاستفادة من أصحاب الخبرة لأن ذلك بكل تأكيد سينقلنا من مرحلة المراوحة إلى مرحلة التميز والانفتاح والحرية التي نتكلم عنها.
كلنا أمل أن ينظر في مصير زملائنا الصحافيين والعاملين في «الوقت» الذين يُقدر عددهم 120 موظفاً بحرينياً ممن سينضمون إلى قافلة العاطلين عن العمل، هؤلاء ظلوا صامدين دون راتب لمدة أربعة أشهر، كل ذلك من أجل عيون السلطة الرابعة... فرفقاً بالصحافي البحريني ورفقاً بعوائلهم!
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2797 - الإثنين 03 مايو 2010م الموافق 18 جمادى الأولى 1431هـ
تقى البتول
والله هالخبر احزننا فالوقت والوسط هما الجريدتان المستقلتان وليس فيهما نفاق وجمبزه ومسح الاحذية . فعيني على الموظفين التابعين للجريده وعيني على انفسنا اللي خسرنا هالجريده ........لكن ما قولي الا ان هناك رب كريم مطلع على شئون العباد ولاينسى احد .
الموضوع ليس الصحافيين فقط
الواضح أن أغلب الكتاب لا يذكرون سوى الصحفيين وكأنهم كل شيئ بالجريدة مع أن بقية الطاقم وحتى أصغر مراسل فيهم تحتاجه الجريدة للعمل ومعناه أن الصحافيين لوحدهم لا يستطيعوا أن يفعلوا أي شيئ بدون خدمات المراسل والسائق والموزع والمصور والفني وغيرهم. كل هؤلاء الجنود المجهولين لا يذكرهم أحد ولكن تتكلمون عن الصحافيين فقط مع أنهم هم الأكثر أمنا وذلك بسبب مقدرتهم على الكتابة في صحف خارج البلاد ولكن الآخرين لا يمكنهم أي شيئ سوى العمل على أرضهم.
تحياتي\\
تعبنا
تاكلنا الاحزان ونحن صامدين وغافلين , فشموخنا لاجل هذا العمل وحبنا لتعبه يجعلنا ننتهي بدون احساس